مقالات

د. أحمد زكريا يكتب: ورحل أديب العلماء.. د. حلمي القاعود

افتقدنا أديبا إسلاميا كبيرا، وعالما موسوعيا عظيما في زمن سيطر عليه الرويبضة في مجال الثقافة والأدب.

نشأنا على كتاباته. نقده الأدبي الراقي وروائعه الفنية المبدعة.

وهو بعض ثمار تلك الدوحة المباركة التي تشرفت بالانتساب إليها (دار العلوم).

وهذه بعض وقفات مع سيرة هذا العلم الشامخ رحمه الله.

ولد حلمي محمد القاعود في 5 أبريل عام 1945، في قرية المجد بمركز الرحمانية في محافظة البحيرة.

ومنذ صغره أظهر ميولًا واضحة للقراءة والكتابة، وكان محبًا للغة العربية وآدابها، وهو ما جعله يختار هذا التخصص ليكمل فيه مسيرته العلمية.

وحصل القاعود على شهادة الدكتوراه في البلاغة والنقد الأدبي والأدب المقارن عام 1984 من كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، ومنذ ذلك الوقت انطلق في مسيرة أكاديمية طويلة، شغل فيها مناصب مرموقة، منها عمله أستاذًا مشاركًا بكلية المعلمين بالرياض في المملكة العربية السعودية بين عامي 1989 و1994، ثم تولى رئاسة قسم اللغة العربية بكلية الآداب بجامعة طنطا في الفترة من 2000 إلى 2004.

مشوار حافل بالكتابة

لم يكن الدكتور القاعود مجرد أكاديمي فقط، بل كان كاتبًا أيضًا، حيث كتب في مجالات عدة من أبرزها النقد الأدبي والفكر الإسلامي والإعلام، وحتى السياسة.

ونشرت له مقالات ودراسات في عدد كبير من الصحف والمجلات المصرية والعربية، منها: جريدة الأهرام، وجريدة المساء، والوفد، ومجلة الهلال، ومجلة وجهات نظر، ومجلة فصول، ومجلة الشعر.

وعندما نتحدث عن مؤلفاته، نجد أن الدكتور حلمي القاعود كتب نحو عشرين رواية أدبية، تميزت جميعها بالبساطة والعمق في آن واحد، وجمعت بين الفكرة الهادفة والسرد الجذاب.

ومن بين أشهر رواياته: شغفها حبًا، محضر غش، شكوى مجهولة، شجرة الجميز، المجنون الجميل، مكر الليل والنهار، اللحية التايواني، أم سعيد، الحب يأتي مصادفة، شمس حارقة، والرجل الأناني.

كما كتب مجموعتين قصصيتين، وسيرة ذاتية تقع في أربعة أجزاء، تعد وثيقة شخصية وإنسانية فريدة من نوعها.

أما في مجال الفكر الإسلامي والنقد، فله كتب كثيرة من أبرزها: اخلع إسلامك تعش آمنًا، مدرسة البيان في النثر الحديث، محمد صلى الله عليه وسلم في الشعر العربي الحديث.

وقد ترك أثرًا واضحًا في هذا المجال، خاصة في الربط بين القيم الدينية والجمالية في النصوص.

جوائز وتكريمات

نال الدكتور القاعود خلال مسيرته العديد من الجوائز، تقديرًا لإسهاماته في الأدب والنقد، حيث حصل على جائزة المجمع اللغوي بالقاهرة عام 1968، وجائزة المجلس الأعلى للثقافة عام 1974.

كما تم تكريمه في اثنينية عبد المقصود خوجة الشهيرة بمدينة جدة عام 2005، تقديرًا لعطائه الغزير.

وفي عام 2015، صدر عنه كتاب بعنوان “على شاطئ المجد.. دراسات وشهادات مهداة للدكتور حلمي محمد القاعود”، أعده وقدمه الكاتب المبدع والصديق العزيز أبو الحسن الجمال، وذلك بمناسبة بلوغه السبعين من عمره، ويضم الكتاب شهادات ودراسات عن حياة القاعود وأدبه، كتبها عدد من النقاد والمثقفين المصريين والعرب.

د. أحمد زكريا

كاتب وباحث

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى