وجّه وزير عدوان العدو الصهيوني لتشكيل فرقة عس كرية على الحدود مع الأردن، هذا الخبر له ما بعده، صحيح أن عملية الشابين الأردنيين داخل حدود الأراضي المغتصبة هي في الظاهر محرّك مباشر لمثل هذا القرار، لكن هذه الفرقة الصهيونية ليست دفاعية بالمعنى العسكري، فهي تهديد حقيقي لأمن الأردن، هي عين للصهاينة على أرضنا، وهي رسالة تحدٍّ لوجودنا ولحقنا في استرداد ما اغتصب منها يوم كانت قطعة عزيزة من مملكتنا.
إن أي خطوة يتخذها عدونا قريبا من موطئ قدمنا ومن موضع سيادتنا على أرضنا هي رسالة واضحة غير مشفّرة تزيد من إحساسنا اليقيني بأن هذا العدوّ وإن بدا أنه يحمي كيانه من (عدواننا) فإن أول خطواته قد بدأت باتجاه تحقيق أهدافه الاستراتيجية القائمة على توسيع جغرافية اغتصابه للأرض وما عليها من مكتسبات يسيل لعابه لتحقيقها.
ليس عدوّ نفسه إلا الجاهل، ونحن نظاما وحكومة وشعبا أبعد ما نكون عن الجهل، نحن أكثر الشعوب ثقافة وعلما، ونحن أكثر الشعوب ابتلاء وتجربة، ولا ينقصنا شيء لنعمل على توحيد صفنا وتشغيل عصفنا الذهني وجهدنا القومي وحسنا الوطني للاستعداد لأي خطوة متهورة يتخذها عدونا ضدنا، إننا بحاجة إلى استنهاض همم شبابنا وإعادة بعث الجيش الشعبي، والعمل على وأد أي فتنة باستعداء أي مكوّن من مكونات بلدنا شرقيا وغربيا، مسلما ومسيحيا، يساريا ويمينيا، فنحن جميعا في مركب واحد، لن يسير إلا بنا جميعا، وغرقه لا قدر الله هو غرقنا جميعا، وإنزال أي مكوّن منه يعني اختلال توازن السفينة وفشلها في المضي إلى هدفها سالمة مظفرة.