مقالات

د. أحمد شحروري يكتب: مطعم 7 أكتوبر ومعاداة السامية

خبر تداولته المواقع الإلكترونية جعل العدو يتعامل معه كأنه منصة إطلاق صواريخ أعدت لدكّ معسكراته، فقد افتتح مطعم في مدينة الكرك جنوب الأردن أطلق عليه صاحبه مطعم 7 أكتوبر، فضج الأعداء بالعويل والردح، وأطلقوا صاروخ محاربة السامية المسموم باتجاه المطعم وصاحبه، ناهيك عن التصريحات التي أطلقت لتهجير الفلسطينيين إلى الكرك ليأكلوا من شاورما 7 أكتوبر بدل معاناتهم من الجوع في غزة!!

هذا الكمّ من الغيظ وسُمّ الكراهية ينطلق من حناجر يه*ود كما الحال ضد أي شخص أو جهة تفضح إجرامهم أو تحتفل بهزيمتهم، وقد دأبوا على إلصاق (تهمة) محاربة السامية بكل من أظهر عورة من عوراتهم مهما كان دينه أو جنسه أو بلده، وهي الوصفة الجاهزة لتحريض العالم على هذا (المجرم) باعتبار معاداة السامية جريمة عنصرية.

 

لسنا بحاجة إلى الخوض في موضوع السامية والمنتسبين إليها وأن العرب يشاركون اليهود بالانتساب إلى سام بن نوح، فبعض الباحثين يطلقها على اليهود وحدهم بحسب شهرة المصطلح، وهذا سيأخذنا إلى مسارات متفرعة لا حاجة لنا بها هنا، المهم أن نعرف أن لاختباء عدونا خلف ستار السامية أكثر من هدف، منها أنهم يريدون أن يمارسوا مظلومية تظهرهم ضحايا تفريق عنصري، ومنها أنهم يريدون إشعار غيرهم بتميزهم بالانتماء لهذا النسب وحقد الأغيار عليهم بسبب هذا التميز، مما يجعل هذا الحقد جريمة تستحق العقاب.

وبغض النظر عن دخولنا نحن العرب تحت مظلة السامية أو عدم دخولنا فإن التنديد بالمجرمين ولو كانوا إخوة لنا من أبوين هو مما تؤيده الفطرة ويحض عليه العقل السليم، فإن أي وشيجة بينك وبين مجرم قاتل للأطفال هادم للعمار مفسد في الأرض لا تبرر لك ودّه ولا تسوغ لك السكوت على جريمته. هذا هو حال يهود، وليكونوا أبناء من يشاؤون وأحفاد من يدّعون، فإنهم سيظلون قاتلي الأنبياء وصانعي الفساد في الأرض: «لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون. كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون»، ذلك كان في التاريخ، وأبى عليهم فجورهم إلا أن يصلوا حاضرهم بماضيهم فيكونوا على ذات السنن، ولو بعث التتار الذين استباحوا أرضنا يوما لما استطاعوا أن ينافسوا صهاينة العصر في دمويتهم وإجرامهم، فهل يبغَض مثل هؤلاء لساميّتهم أم لسمّهم وإجرامهم؟

ولو كانت السامية هي الاسم الوحيد لهذا التغول وهذا الفجور وهذه المجازر لأعلنا بأعلى صوتنا: إنا نكره السامية، ولو لم يفرح هؤلاء الوحوش إلا بلقب السامية فإن من دواعي سرورنا أن نُحزِنهم فيه، وهل سيظل شبح السامية يطاردنا لكي نصمت فلا نفضح ما يفعلون وما يمكرون وما يخططون؟ إنني أطلقها دعوة جادة للعالم الحر كله أن يتمرد على هذا البعبع المصنوع من وهم لنصل إلى يوم يصبح تذرعهم بالسامية تماما كاعترافهم الوقح بنية التهجير والإبادة والإحلال بكل صراحة، حتى تصبح السامية ذاتها إدانة لهم بدل أن كانوا يحرصون على أن تكون درعا واقيا لهم من الإدانة.

سيظل هذا العدو منبوذا مهما استخدم من أسلحة المجتمع الدولي والمنظمات الدولية التي تشكل غطاء لجرائمه علمت أو لم تعلم، سيظل منبوذا هو ومن شد على يده وأمده بالحياة، وستظل القوى العالمية الفاجرة التي تقف خلفه عدوا للشعوب الحرة التي لا ينطلي عليها زيف المصطلحات والعبارات المزركشة.

وهذه دعوة لأحرار العالم من التجار والصناعيين ورجال الأعمال أن يخلّدوا طوفان الأقصى في أسماء الشهرة لأعمالهم ومشروعاتهم، لنرى كيف يمكن للسامية أن تشفع لقاتلي الأطفال والحوامل والشيوخ، المعفّين على آثار الحياة في كل مكان تمر منه آلياتهم المجرمة.

إنهم يخشون سلاح الإعلام خشيتهم من سلاح الإعدام، وعلى كل حرّ يريد الانتصار للدماء البريئة ألا يقصر في هذا الميدان، والله أكبر من السامية والمتسمين بها والداعمين لمشروعها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى