د. أحمد شحروري يكتب: هل نحن ضعفاء إلى هذا الحدّ؟
يجب أن نسأل جميعا هذا السؤال: هل بلغ ضعفنا حدّ أن نتجاوب مع رغبة عدونا في إنزال يافطة لا ترتكب جنحة ولا جريمة، تجاه عدو أقرت محكمة لاهاي بجرمه المشهود ضد الإنسان والعمران في غزة، عدو لم يرقب فينا إلّاً ولا ذمة، عاهدناه فنقض عهدنا، سالمناه فقتل أبناءنا على الجسر وفي حياض سفارته في عاصمتنا، سرق مياهنا ثم تصدق بها علينا، ويهددنا حتى بقطع هذه المياه المسلوبة عنا، علّم عليه أبطال المقاومة في السابع من أكتوبر، فهل كثير علينا أن نخلّد هذا التاريخ؟ وهل من حق أحد أن يتحكم بسلوكنا داخل حدودنا وهو يعلم أننا جميعا حاكما وشعبا فرحون بالمنجز كارهون للمعتدي مشفقون بالضحية؟
قال صاحبي: (يجب أن تتفهم الخطوة، فإزالة اليافطة هي دفع لشر ّ لا نطيقه، فإنهم لو سحبوا السجادة من تحتنا فسنقع جميعا على ظهورنا)، وكلام صاحبي في حد ذاته كارثة، نحن دولة مستقلة ذات سيادة يحترمها العالم، ويعلم مدى ارتباطنا بفلسطين وأهلها، أيعجبكم أن يكون حدث إنزال اليافطة موضع شماتة كاتب صهيوني أمني اعتاد على النيل من الأردن والاستهزاء بالعرب والتهوين من شأنهم؟ ثم أيهما أكبر جرما أن يرفع مواطن أردني مغمور -وله كل الاحترام- يافطة تعبر عن موقف، أم أن يرفع رئيس وزراء الكيان ورجل سياسته الأول خارطة يبتلع فيها الأردن ويعدّه جزءا من مملكة بني صهيون الحالمة؟
يا قومنا أنا حزين على الذين أنزلوا اليافطة وقت صلاة الجمعة فقد تركوا فريضة الصلاة التي حرم الله أثناءها البيع والشراء وهما أصلا مباحان، لينزلوا يافطة يفرح بإنزالها عدونا القاتل، ومعركته في تلك الأثناء كانت تمنع الغزيين من حضور الجمعة بل حتى من سماع الأذان…
والله المستعان.