مقالات

د. أحمد شحروري يكتب: وقفات مع مشروع اتفاق وقف العدوان

يتم الحديث عن اتفاق لوقف إطلاق النار تجري دراسة بنوده من قبل المعتدي والمقاومة، ويبدو أن دولة قطر الوسيط العربي في هذا المشروع تتعرض لضغط لاستعجال الأمر مما حدا بمصدر من حماس أن يصرح بأن قطر استعجلت في إعلان قبول المقاومة الأولي لهذا المشروع.. أما مجلس الحرب الصهيوني فيعلن أنه بانتظار موافقة حماس على هذه الصفقة،

ولنا وقفات على ضوء هذا المشهد:

١) ترى هل العدو بات قريبا من الموافقة على صفقة لا تضمن وقفا دائما لإطلاق النار تخلصه من ورطته الميدانية باستمرار قنص ضباطه واستهداف آلياته في ملحمة لم يكن قد حسب حسابها ولم يتصور مآلاتها؟ وإذا كانت هذه المبادرة ستذهب (زخم) عدوان الصهاينة بحسب تعبير بايدن رئيس قبيلة الوحوش في الكون، فما الذي يضمن بأن يعيد هو نفسه هذا الزخم لها عند اللزوم؟

٢) كل الدلائل تشير إلى أن حماس لن تقبل وقفا مؤقتا للعدوان لأنه يعني أمرين: يعني أنها لم تتوج نصرها الحقيقي على الأرض، ويعني أنها تسلم رقبتها للمزاج الصهيوأمريكي الذي لا أحد يدري متى يصفو ومتى يتكدر مادام الصهاينة يجدون المدد ولا يواجهون برفض عالمي جدي لعدوانهم.

٣) بدأت تطفو على السطح تصريحات أجنبية لكتّاب وسياسيين مطلعين تؤكد أن الساسة العرب بمجملهم يقفون مع خيار إراحتهم من المقاومة التي تشكل خطرا على وجودهم، فهم يخشون من انتشار عدوى هذه المقاومة في بلدانهم، ويخشون من عدم قدرتهم على تطويق هذه العدوى التي لن يملكوا ضدها أمصالا توزعها فايزر ولا غيرها.

وهنا لا بد من استحضار أدب القرآن في التعامل مع هذه التصريحات، فلا نصدقها إلا أن توجد قرائن تؤكد صدقها، وهل يعقل أن الحسابات السياسية لسبع وخمسين دولة مسلمة تتعارض مع الفزعة لأرواح الغزيين ومظاهر الحياة فيهم؟ فأين عنتريات أردوغان مثلا؟ وأين أسلحة دولة مسلمة تفوق دولة الاغتصاب في الترتيب العالمي للتسليح؟ كلنا نحن المسلمين نأكل ثلاث وجبات في اليوم وأطفال غزة جوعى، كلنا ننعم بمستوى من الدفء وأطفال غزة يرجفون من البرد عريانين، وفي المحصلة فإن من لم يهب لنصرة غزة على الأرض لن يفكر في جدوى اتفاق وقف للعدوان.

٤) لا زلنا نقول إن ما يجري في غزة الآن هو مسابقة عض أصابع، وأضيف اليوم بأن الصهاينة صرخوا منذ زمن لكن معطيات التحكيم على الأرض غشاشة، والفائز في المسابقة لا يجد حوله إلا شعوبا لا حول لها ولا قوة في غياب الإرادة التي تقودها نحو المؤازرة الميدانية.

٥) يبدو أن تخويفنا للمقصرين من شهادة الأجيال والتاريخ لم تؤت أكلا لمنعهم من التفريط، فلم يبق إلا مخاطبة الشعوب أن لا تظل على صمتها تقاد إلى مسالخها عاجزة، فإن الشاة وهي تقاد إلى ذبحها تقول: ماع، فهل الشعوب أعجز منها؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights