مقالات

د. أسامة الأشقر يكتب: باب اليقين إلى يمينك!

• إذا اشتدّت المصيبةُ النازلة، وظَهر للمرء عجزُه الكامل عن دفعها، وأن الحركة فيها لا تنفع، وأن القضاء لا يُردّ فإن الباب الوحيد للنجاة من هول المصيبة هو باب اليقين.

• وللوقوف على عتبة باب اليقين يلزمك أن تدخل مسار الصبر، فتعزم في نفسك على الثبات، وتمتص الصدمة بهدوء النفس وسكون الجوارح وصمت اللسان إلا بالترجيع والحوقلة، وتنقطع عن التعلّق بالمخلوقين خوفاً ورجاءً، فلا تُعلّق عليهم شيئاً مِن وارد النفس ورغباتها، وتثق أنّ الأمر كله لله ومنه سبحانه وإليه، وترضى بتدبيره الحكيم.

• وهذا الباب لا يكاد ينفتح إلا في محكّ الإيمان إذا هجمت عليه المصيبة لتكسره، فيفزع المؤمن لهذا الباب فيستمدّ منه السكينة التي جعلها الله فيه.

• وإذا اكتمل يقين المرء شاهد البابَ أمامه حاضراً يدخله كما يدخل أحدكم بيته، ثم يرتفع هذا الباب بالاعتياد والألفة، ويكون عليه مثل المَقام.

• وهذا الباب موجود حول كل إنسان، لكنّه خفيّ مستور لا يظهر لمن يتعلّق بالمخلوقين ويبحث عنهم، ولا يُحسّ بوجوده المتردّدون والشاكّون والغارقون في دنياهم المغموسة بالوجع أو البهجة.

• ولهذا كان من دعاء رسول الله عليه صلاة ربّي وسلامه: واقسِم لنا من اليقين ما تهوّن به علينا مصائب الدنيا، والتهوين هنا ليس في التسهيل والتخفيف فحسب، بل إن اليقين يجعل المصيبات حقيرة في ذاتها وفي دائرة إصابتها وتأثيرها فلا يلتفت لها ذو اليقين مهما عظمت واشتدّت.

د. أسامة الأشقر

مؤرخ وروائي فلسطيني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights