الأحد يوليو 7, 2024
مقالات

د. أسامة الأشقر يكتب: رماد الخذلان

فإذا تحقق الخذلان من قوم كنا نعدّهم من الناصرين في وقت الضرورة الملحّة والنازلة الفاجعة فإن ذلك منهم يعني:

1- خيانةَ عهدٍ وميثاق، بنقضهم لِما عاهدوا عليه، وحزّبوا له الناس حولهم، وجمعوهم عليه، واطمأنّ الناس لميثاقهم.

2- خيانةَ أمانةٍ وُضعت في أعناقهم، وارتضوا حملها، فلم يؤدّوها.

3- تحقّق العمالة أو الارتزاق فيما يلِي أمر هؤلاء القوم، ويمسك بزمام القرار فيهم.

4- أنّهم كاذبون في دعواهم، ويجعلون من دعوى الانتصار وسيلة إلى كسب الناس وحشدهم واسترقاق قلوبهم على أمر جامعٍ خداعاً ومكراً.

5- أنهم صادقون في دعواهم، لكنهم بلا رؤية مستقبلية ولا خطة استراتيجيّة، ولا استشراف، وأنّهم لا يرون أبعد من خُطَى أقدامهم.

6- أنّهم جبناء يحسبون كل صيحة عليهم، ولا يحبّون أن يكونوا من أهل الشوكة، ولا يتطلّعون إلى مقام التضحية والفداء، وأهلِ الثبات في البلاء المُفْضي إلى الرفعة والاستقامة.

7- أنهم عاجزون يسترون عجزهم عن أتباعهم، ويوهمونهم بالقوّة، وهم أضعفُ من أن يحملوا الأمر إلا بأضعف الإيمان.

8- أنهم غافلون بليدون قد أورثهم الله أرضاً لم يطؤوها خبرةً ولا استحقاقاً وكأنّهم سقطوا من فراغٍ.

9- أنّهم إنما ورِثوا الأمر على هذا، واعتادوه بطول الغفلة واختيار مسالك السلامة، ولم يكونوا من أهل الجدارة لاستدامة ما كان عليه مَن سبقوهم ممن آتاهم الله البصيرة في التأسيس.

10- أنّهم لا يحسنون قراءة الواقع، ولا يعرفون خطّ السياسة، ولا يجتهدون فيما لا يفقهون، ويمتطون ظهر محلّلي البلاط رغبةً في السلامة وأمن العبور.

11- أنّ الله قد أذِن باستبدالهم وعلِم أنْ ليس فيهم خير ولا بركة فحرَمهم من هذا الفضل.

12- وأكثر ما أخشاه أنّهم قد يكونون مثل مَن آتاه الله آية فانسلخ منها، وانحاز إلى هواه رغبةً أو رهبةً أو شهوةً.

• قلتُ: والأمر فيهم كالأمر في الجاهل هل يُعذر بجهله إن مسّ الكُفرَ أم لا، وحقّ كل عاجز أن يستقيل الأمر من إخوانه، ويتيح لمن بعده أن يخلفه بغير ما هو عليه من شعار الخذلان.

• وقديماً قالوا: إن الزرع لا ينبت في رماد، وأن السّحاب لا ينشأ من دخان، وأن الفحم لا يشتعل إذا كويتَه بالنار!

Please follow and like us:
د. أسامة الأشقر
مؤرخ وروائي فلسطيني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب