مقالات

د. أسامة الأشقر يكتب: وسيذهب كيدُهم!

1- ظنّك بالله تعالى ليس رأياً خاضعاً للمراجعة أو المساومة أو التعديل، وليس صفقة تحاول التربّح بها، إنما هي عقد وثيق، وعهد أكيد، وبيعة لا نكث فيها، فنحن لا نعبد الله على حرف نطمئنّ إذا أصابنا الخيرُ منه، وننقلب إذا فُتِنّا، فهذه تجارة لا تكون مع الله، ويخسر المرء فيها دنياه وآخرته، وذلك هو الخسران المبين.

2- وعندما نظنّ أن الله سينصرنا ويبلّغنا ما نرجوه ويرزقنا عاقبة حسن ظننا به فإن ظنّنا هذا ظن علمٍ ويقين، وليس ظنّ شكّ وتردّد، ونعتقد دائماً أنّه: {مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ}.

3- ومن شكّ في ذلك أو أتته الخواطر المشوّشة نتيجة تعالي الباطِل واستطالة الشرّ وبلوغ الاستيئاس مبلَغه فإن ظنّه هذا كيدٌ من فعل الشيطان يحتال به علينا لينتزع منا شدّة يقيننا بالله سبحانه.

4- وأمّا مَن تمّكنتْ منه هذا الخواطر الصارفة، واجتالته الشياطين الناعقة فاصطفّ إلى فئة الارتكاس وظنِّ السوء فعليه أن يختبر كيدَه الذي بات فِعلاً قائماً به بأعلى ما يُتصوّر من دلائل تمييزيّة قاطعة بأنْ يمدّ بسببٍ قويّ طويل إلى أعلى سقف يصل إليه ليرى منه ما يظنّه، وسيرى من المشهد العالي ما يجلب له الخسارة النفسيّة التي ستحلّ به عندما يتيقن أن فعله الكيديّ لن يشفي غيظَه، وسينخنق بحبله الذي أوصله إلى هذا السقف، وسيخسر الخسران المبين.

د. أسامة الأشقر

مؤرخ وروائي فلسطيني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى