الأحد يوليو 7, 2024
مقالات

د. أكرم حجازي يكتب: «الأمن» و «معاداة السامية»

الأمن هي الكلمة السحرية التي تهيمن على نمط الحياة، والوعاء الذي يشتمل على تفاصيل كل الوقائع السياسية والاجتماعية والاقتصادية والأخلاقية والإنسانية لبني إسرائيل، منذ عهد يعقوب عليه السلام إلى عهد المسيخ الدجال القادم.

لذا

فإن مصطلح مثل «معاداة السامية» ليس إلا حصنا أمنيا يتوارون به من غضب الناس، إذا ما ذكروهم برصيد أوزارهم بحق الله عليهم واستكبارهم وتحديهم له جل وعلا، وبحق أبيهم وأخيهم يوسف عليهما السلام، وبحق قتلهم الأنبياء والرسل، وبحق كل إفساد لهم في الأرض، وبحق البشر والشجر والحجر.

فما أن تعرض حصنهم الجغرافي للاختراق، كما يحدث منذ بداية الطوفان، حتى تراءت أمام ناظريهم كل أوزارهم دفعة واحدة! فما استحضروا في أنفسهم، ظاهرا وباطنا، إلا أن خطرا وجوديا بات يتهددهم. فلم يلتفتوا لأية مرجعية على وجه الأرض، ولا لأية شريعة غير شريعتهم التي صنعوها بأنفسهم. وبدلا من أن يعيدوا النظر في تصرفاتهم تجاه خلق الله، تراهم يمعنون في الاستكبار، حتى لو كانوا في أضعف حالاتهم! لا لشيء، إلا لأنهم على يقين أن أحدا لن يسامحهم أو يغفر لهم جرائمهم.

وفي فلسطين؛ تراهم كعادتهم يستكبرون!!! فيدمرون ويقتلون، بل ويجبرون الفلسطينيين على هدم بيوتهم بأيديهم، تحت طائلة عقوبات مالية هائلة. يفعلون كل هذا تحديا وتكذيبا لقول الله عز وجل: ﴿يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ…﴾،] الحشر: 2 [. بل يفعلون هذا ليقولوا للفلسطينيين، سخرية من القرآن الكريم، «ها نحن الذين نخرب بيوتكم بأيدينا وأيديكم»!!!

ولأنهم ﴿قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ﴾، ففي كل عصر يتساءلون: «لماذا يكرهنا الناس»!!!!؟

Please follow and like us:
د. أكرم حجازي
كاتب وباحث أكاديمي، ومراقب لأحوال الأمة، وقضايا العالم الكبرى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب