مقالات

د. أكرم حجازي يكتب: هولاكو المغولي بالأمس وهولاكو الصهيوني اليوم

فلم يكن زمن هولاكو نظام دولي، ولا قوانين، ولا محاكم عدلية، ولا جنائية، ولا مجالس أمن، ولا أمم متحدة، ولا رأي عام شعبي، ولا احتجاجات، ولا مقاطعات، ولا…. ومع ذلك اخترق العالم الإسلامي ووصل إلى بغداد وأمعن فيها قتلا وسفكا للدماء!

أما اليوم… في ظل أمة الغثاء

فكل هؤلاء جنود في جيوش هولاكو، بالإضافة إلى حكومات النظام الدولي ونظمه ووكلائه ومليشياته وعملائه ومخبريه وشواذه وطغاته وفجاره وأشراره وفاسقيه ومنافقيه وجامعاته وإعلامييه وشركاته ومصانعه، ونقاباته واتحاداته…

أما المغفلون في أمة الغثاء

فهم المندمجون في النظام الدولي، الذين يتعاملون معه وبكل مؤسساته، وكأنهم جزء منه ويطربون لترديد عبارات مما يسمى «المجتمع الدولي» و«الشرعية الدولية» والمنظمات الحقوقية والإنسانية.

المشكلة مع هؤلاء، سواء كانوا أفرادا أو جماعات أو أحزاب…، اعتقادهم أن التاريخ يبدأ من عند الدولة القومية وسايكس-بيكو.

المشكلة العويصة أنهم يخلطون الحابل بالنابل، ولا يميزون للحظة بين الخطاب العقدي والخطاب الوضعي، ويظنون أنهم يحسنون صنعا. فتارة يتحدثون بلغة النظام الدولي، وفي ذات الوقت يتحدثون بلغة الشرع والعقيدة.

المشكلة الأعوص أنهم يصرون على قومية المواجهة، ولا يريدون أن يعترفوا أبدا أن عدوهم يحاربهم جهارا نهارا بخلفية عقدية، فيما يحاربونه بخلفية حقوقية وسياسية وأخلاقية وقيمية، متجنبين عن سبق إصرار وترصد كل حقيقة عقدية، وكأنها منقصة أو معصية قومية!

الطامة الكبرى أنهم، بمنطقهم هذا، لا يريدون أن يدركوا أن السيمفونية بواد والمطرب في واد والمشاهدين في واد، وكل يغني على ليلاه!!

د. أكرم حجازي

كاتب وباحث أكاديمي، ومراقب لأحوال الأمة، وقضايا العالم الكبرى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى