د. إبراهيم التركاوي يكتب: الحضارة الغربية المتوحشة 

إن الحضارة الغربية المتوحشة قد وضعت كل الإنسانية في مأساة همجية لا نظير لها في التاريخ، فقد استخدمت القوة الغاشمة في محاولة لإذلال الإنسان وتركيعه، ولجعله بين أحد أمرين: إما القتل أو التهجير، وما يشاهده العالم اليوم من إبادة جماعية وحشية لـ«أهل غزة»، وما شاهده بالأمس من دمار في العراق وأفغانستان؛ ليؤكد ما ذهب إليه الفيلسوف الإنجليزي (جود): «إن العلوم الطبيعية قد منحتنا القوة القاهرة، ولكننا نستعملها بعقول الأطفال والوحوش إذ استعبدنا الناس بها»!!

[حضارة الفتك والتخريب لا حضارة الإنسان والتعمير!!]

إنَّ ما تتعرض له غزة الباسلة -على يد الكيان الصهيوني المحتل- من إبادة جماعية شاملة بأعتى أسلحة الدمار والتخريب، ومن حصار شامل غير مسبوق في تاريخ البشرية؛ بقطع مقومات الحياة الضرورية من ماء وغذاء ودواء وكهرباء، ويتم ذلك كله تحت سمع وبصر العالم أجمع، بل وبتأييد كامل وشامل من الدول الكبرى – التي تدَّعي التقدم  والتحضر – ليدل علي توحش الحضارة الغربية التي أصبحت علي شفا حفرة من الهاوية، وهذا ما تؤكده مقولة (سيرج لاتوش): «إن الحضارة الغربية لم تعد بقعة جغرافية أو لحظة تاريخية وإنما أصبحت آلة تفتك بالجميع بما في ذلك القائمين عليها»!!

د. إبراهيم التركاوي

كاتب وباحث في الفكر الإسلامي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights