الأثنين مايو 20, 2024
مقالات

د. إبراهيم التركاوي يكتب: الحضارة الغربية المتوحشة                                                    

إن الحضارة الغربية المتوحشة قد وضعت كل الإنسانية في مأساة همجية لا نظير لها في التاريخ، فقد استخدمت القوة الغاشمة في محاولة لإذلال الإنسان وتركيعه، ولجعله بين أحد أمرين: إما القتل أو التهجير، وما يشاهده العالم اليوم من إبادة جماعية وحشية لأهل (غزة)، وما شاهده بالأمس من دمار في العراق وأفغانستان؛ ليؤكد ما ذهب إليه الفيلسوف الإنجليزي (جود): ” إن العلوم الطبيعية قد منحتنا القوة القاهرة، ولكننا نستعملها بعقول الأطفال والوحوش إذ استعبدنا الناس بها “!!

حضارة الفتك والتخريب لا حضارة الإنسان والتعمير!!

إنَّ ما تتعرض له غزة الباسلة -على يد الكيان الصهيوني المحتل- من إبادة جماعية شاملة بأعتى أسلحة الدمار والتخريب، ومن حصار شامل غير مسبوق في تاريخ البشرية؛ بقطع مقومات الحياة الضرورية من ماء وغذاء ودواء وكهرباء، ويتم ذلك كله تحت سمع وبصر العالم أجمع، بل وبتأييد كامل وشامل من الدول الكبرى -التي تدَّعي التقدم والتحضر- ليدل علي توحش الحضارة الغربية التي أصبحت علي شفا حفرة من الهاوية، وهذا ما تؤكده مقولة (سيرج لاتوش): «إن الحضارة الغربية لم تعد بقعة جغرافية أو لحظة تاريخية وإنما أصبحت آلة تفتك بالجميع بما في ذلك القائمين عليها»!!

فاللهم إنَّا نشكو إليك ضعف قوة أهلنا (في غزة وفلسطين)، وقلة حيلتهم، وهوانهم على الناس، يا أرحم الراحمين أنت رب المستضعفين، وأنت ربهم، إلى مَن تكلهم، إلى بعيد يتجهمهم، أم إلى عدو ملكته أمرهم…،

فاللهم إنهم ضعفاء فقوهم، مستغيثون فأغثهم، مظلومون فانتقم، اللهم كن لهم بالنصر والتثبيت والتأييد، واحفظهم من بين أيديهم ومن خلفهم، وعن أيمانهم وعن شمائلهم، ومن فوقهم ومن تحتهم، ونعوذ بعظمتك أن يُغتالوا من تحتهم..

Please follow and like us:
د. إبراهيم التركاوي
كاتب وباحث وكاتب في الفكر الإسلامي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب