د. إبراهيم التركاوي يكتب: محنة العقل المسلم
لا يستطيع أحد أن ينكر مدى الآلام الموجعة التي تعتصر قلوب الكثير من الناس، من جرَّاء ما يتعرض له أهلنا في فلسطين من حرب إبادة لم يشهد العالم مثلها من قبل، بيد أن الكثير من الناس أيضًا قد تعددت آراؤه وتباينت مواقفه.
ومَن يدقّق النظر فيما يمرُّ بالأمة من أحداث، يجد أن العقل العربي المسلم في محنة كبيرة، تظهر عورته جليّة – عند عدد غير قليل من الناس – مع كل حدث صغر أم كبر.
ففي الأحداث الأخيرة نرى بعض الناس لا يعبأ بما يحدث، وقد لا يدري ما يُدار حوله، ونرى آخرين قد فرَّغوا أنفسهم لمحاربة بعضهم بعضًا؛ بإثارة النعرات الطائفية، وإقامة المعارك الجدلية الطاحنة، التي تبدد طاقات الأمة، وتضعف قواها!
يحدث هذا في وقت تفرض علينا التحديات الكبرى الخطيرة التي تواجهها الأمة، أن تُحشد جميع الطاقات وتتوحد في مواجهة العدو الصهيوني الهمجي البربري المجرم، الذي يستهدف مصير الأمة ومستقبلها!
وصدق الله العظيم إذ يقول في كتابه الكريم: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ..} [المائدة:82].
ولله درُّ مَن قال هذا القول الحكيم:
إنَّ اللبيب إذا بدا من جسمه ** مرضان مختلفان داوى الأخطرا!
د. إبراهيم التركاوي
14 أكتوبر 2024م