بحوث ودراسات

د. تيسير التميمي يكتب: {وينصرك الله نصراً عزيزاً}

قال تعالى {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُّبِيناً * لِّيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً * وَيَنصُرَكَ اللَّهُ نَصْراً عَزِيزاً} الفتح 1-3، هذه الآيات التي كان يرددها صلى الله عليه وسلم أثناء تحطيمه الأصنام.

كان الفتح الأكبر لمكة المكرمة فتحاً عظيماً، ولكن عمرة الحديبية هي التي مهدت له، وقد وثقتها سورة الفتح التي نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم بعدها، ويرى كثيرون أن الفتح المقصود هو صلح الحديبية، قال الصديق أبو بكر رضي الله عنه [ما كان فتح أعظم في الإسلام من فتح الحديبيّة…] وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه [إنكم تَعُدُّون الفتح فتح مكة، ونحن نعد الفتح صلح الحديبية]

وقصة عمرة الحديبية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى في المنام أنه وأصحابه يدخلون مكة آمنين محلقين رؤوسهم ومقصرين، وهي إشارة إلى دخولها بحج أو عمرة لأن حلق الشعر أو تقصيره من شعائرهما، قص رسول الله صلى الله عليه وسلم الرؤيا على أصحابه فاستبشروا لعلمهم أن رؤيا النبي حق، فاستنفرهم وأعلمهم أنه يقصد مكة معتمراً لا يريد قتالاً، فخرج معه ألف وأربعمائة من أصحابه وساقوا الهدي أمامهم،

أراد النبي صلى الله عليه وسلم بالعمرة تقرير حق المسلمين في دخول المسجد الحرام وإفهام المشركين أن ليس لهم الهيمنة عليه يحتكرون إدارة شؤونه ويصدون عنه من لا يرغبون بدخوله، ومن ثم فليس يجوز لهم حجب المسلمين عنه وحرمانهم الاعتمار أو الحج، ولئن استطاعوا قديماً إقصاءهم فلن ينجحوا اليوم مع إصرار المسلمين على زيارته شأنهم في ذلك شأن جميع القبائل التي كانت تقصده للحج قادمة من كل مكان.

وكعادة المنافقين المعهودة لم يشاركوا في هذا النُّسُك لظنهم أنه سيكون فيه قتال، فهم يعتقدون أن قريشاً ما زالت قوية تملي قراراتها التي تريد وأنها لن تسمح لمحمد وصحبه دخول مكة عليهم ولو بقوة السلاح، وقد كشف القرآن الكريم سوء نواياهم هذه فقال تعالى {سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا ۚ يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ ۚ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ لَكُم مِّنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا ۚ بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا * بَلْ ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَنقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَىٰ أَهْلِيهِمْ أَبَدًا وَزُيِّنَ ذَٰلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنتُمْ قَوْمًا بُورًا} الفتح 11-12،

سار المؤمنون مع النبي صلى الله عليه وسلم يطْوُون الطريق إلى البيت العتيق {… حتى إذا كانوا ببعض الطريق قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن خالد بن الوليد بالغميم في خيل لقريش طليعة، فخذوا ذات اليمين…} رواه البخاري، وسلك صلى الله عليه وسلم وأصحابه طريقاً وعراً شق عليهم اجتيازه ثم اتجهوا إلى اليمين حتى وصلوا الحديبية قريباً من مكة، وهنا {… بَرَكَتْ به راحلته فقال الناس: حَلْ حَلْ فألحَّتْ، فقالوا خَلَأَتْ القصواء، خلأت القصواء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما خلأت القصواء وما ذاك لها بخُلُق، ولكن حَبَسَها حابس الفيل…} رواه البخاري، والقصواء ناقة الرسول صلى الله عليه وسلم، ومعنى حَلْ حَلْ لفظُ يستعمل لزجر الناقة لتقوم، وخلأت الناقة أي حَرَنَتْ ورفضت السير، ومعنى حبسها حابس الفيل عن مكة إشارة إلى قصة فيل أبرهة الأشرم الذي أراد هدم الكعبة حيث رفض الفيل دخولها! وهنا قال صلى الله عليه وسلم يقصد قريشاً {… والذي نفسي بيده لا يسألوني خُطَّةً يُعَظِّمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها…} رواه البخاري، ومعنى تعظيم حرمات الله ترك القتال وبالأخص أنهم في شهر حرام.

أما قريش فقد ذعرت لهذا الزحف الإسلامي المباغت، وفكرت جادة في إبعاده عن مكة ومنعه دخولها مهما كلفها من مغارم خوفاً من انتزاع مهابتها من أفئدة الناس، وفي ذات الوقت فإنها تخشى نشوب القتال بينها وبين المسلمين قد تكون هي الخاسرة فيه، ولتجنب هذا الموقف الحرج أرسلت الوسطاء يفاوضون الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد قال لأحدهم وهو بديل بن ورقاء {… إنا لم نجئ لقتال أحد ولكنا جئنا معتمرين، وإن قريشاً قد نهكتهم الحرب وأضرت بهم فإن شاؤوا مادَدْتُهم مدة ويخلوا بيني وبين الناس…} رواه البخاري، وفي كل مرة كان يرجع الوسطاء مؤكدين لقريش بأن محمداً وصحبه ما جاءوا لقتال أو حرب بل لزيارة البيت الحرام وتعظيم حرمته كغيرهم من الناس، ولكنها ظلت متمسكة بعنادها وتحدّيها غير آبهة بالنتائج.

ومن سفاهة بعض رجال قريش أن بعثتوا أربعين رجلاً منهم أو خمسين وأمروهم أن يطوفوا بمعسكر الرسول صلى الله عليه وسلم ليصيبوا لهم من أصحابه أحداً، وقد رموا المعسكر بالحجارة والنبل، فأسرهم المسلمون وأخذوهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم لكنه عفا عنهم وخلى سبيلهم، وفي ذلك قال عز وجل {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُم بِبَطْنِ مَكَّةَ مِن بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً} الفتح 24، ومن أخلاق الإسلام والسكينة التي أنزلها الله في قلوب أتباعه أن رسل قريش كانت تغدو على الرسول صلى الله عليه وسلم وتروح فلا يعترضها أحد، أما رسل المسلمين إلى قريش فقد تعرضت للهلاك والتضييق، فخراش بن أمية الخزاعي مثلاً كاد أن يقتل لولا أن أنقذه الأحابيش وهم أحلاف وأتباع لقريش، وكان صلى الله عليه وسلم أرسله ليبلغ أهل مكة حقيقة مجيئه، وأنه يريد العبادة لا الحرب،

لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يريد حرباً ولا يريد لقريش أن تحول الموقف إلى حرب، فأعاد محاولة إقناع أشرافهم بتركه يزور البيت ثم يعود لشأنه، فأرسل إليهم عثمان بن عفان رضي الله عنه، فبلَّغ عثمان رسالة النبي صلى الله عليه وسلم كاملة، فعرضوا عليه أن يطوف بالبيت إن شاء، فقال ما كنت لأفعل حتى يطوف به رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما هذا الحب والوفاء والإيثار لرسول الله على النفس؟ إنه الإيمان.

اْلتقى عثمان بالمؤمنين سراً من أهل مكة وبشرهم بقرب الفتح، فرأت قريش أن عثمان قد تجاوز الخطوط الحمراء فاحتبسته فشاع أن عثمان قتل، وحين بلغت هذه الشائعة النبي صلى الله عليه وسلم قال لا نبرح حتى نناجز القوم، ودعا الناس إلى مبايعته وكان تحت شجرة ملتفة الأغصان، فهرع أصحابه إليه يبايعونه على ألاَّ يفِرُّوا، وتسمى هذه البيعة بيعة الرضوان إشارة إلى قول الله تعالى في أصحابها {لَّقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيباً} الفتح 18، وعند أخذ البيعة من المسلمين {… فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده اليمنى هذه يد عثمان، وضرب بها على يده قال: هذه لعثمان} رواه الترمذي، ولم يطل احتباس عثمان لخوف قريش أن تصيبه بأذى، وسارعت ببعث سهيل بن عمرو للمفاوضات، وكل ما يهمها رجوع المسلمون هذا العام على أن يعودوا فيما بعد إذا شاؤوا إبقاء على مكانتها بين العرب، إنها الحمية والعنجهية والكِبْر مهما كان الثمن.

وعرض المفاوض القرشي الشروط التي سيتم عليها الصلح، ووافق عليها النبي صلى الله عليه وسلم وسط ذهول الصحابة حيث إنه لم يشاورهم كما اعتاد في كل المواقف الماضية، فالشروط تبدو في ظاهرها خضوع الرسول صلى الله عليه وسلم لمطالب قريش المجحفة بحقهم، وما علموا أن سيكون مآلها الفتح المبين والنصر العزيز،

بدأ علي بن أبي طالب رضي الله عنه كتابة الصلح، وتعنُّتَ سهيل في صيغة مقدمة العهد، لكن الرسول صلى الله عليه وسلم اختار صيغة مناسبة رضي بها سهيل، فازداد غيظ الصحابة ومنهم عمر، قال سهل بن حنيف رضي الله عنه {… فجاء عمر بن الخطاب فقال: يا رسول الله ألسنا على الحق وهم على الباطل؟ فقال بلى، فقال أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار؟ قال بلى، قال فعلام نعطي الدَّنِيَّة في ديننا؟ أنرجع ولَمَّا يحكم الله بيننا وبينهم؟ فقال يا ابن الخطاب، إني رسول الله ولن يضيعني الله أبداً…} رواه البخاري.

 أما بنود الصلح الأربعة فهي:

وضع الحرب عن الناس عشر سنين يأمنون فيها ويكفُّ بعضهم عن بعض، وأن من أتى محمداً من قريش بغير إذن وليه رده عليهم ومن جاء قريشاً ممن مع محمد لم يردوه عليه، ومن أحب أن يدخل في عقد محمد وعهده دخل فيه ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فيه، وأن يرجع الرسول صلى الله عليه وسلم ومن معه هذا العام، ويأتي في العام القادم يقيم فيها ثلاثة أيام ليس معهم إلا سلاح الراكب: السيوف في أغمادها، وتخرج قريش من مكة.

جاء في السيرة النبوية أنه بينما الصحيفة تكتب جاء أبو جندل بن سهيل مقيداً بالحديد والأغلال، وكان سهيل قد أوثقه وسجنه حين أسلم، فخرج من السجن حتى وصل المعسكر، فقال سهيل: هذا يا محمد أول من أقاضيك عليه أن ترده إليَّ، فقال صلى الله عليه وسلم: إنَّا لم نقضِ الكتاب بعد، قال فوالله إذاً لا أصالحك على شيء أبداً، قال صلى الله عليه وسلم فأجزه لي ـ أي استثنيه ـ قال ما أنا بمجيزه لك، قال بلى فافعل، قال ما أنا بفاعل، قال أبو جندل: أي معشر المسلمين! أُرَدُّ إلى المشركين وقد جئت مسلماً؟ ألا ترون ما قد لقيت؟ فقال له صلى الله عليه وسلم {يا أبا جندل اصبر واحتسب فإنَّا لا نغدر، وإن الله جاعلٌ لك فرجاً ومخرجاً}

وأصبح العهد من فوره نافذاً، وأعلنت خزاعة دخولها في عقد المسلمين، وأعلنت بنو بكر دخولها في عقد قريش، ومضت الشروط الأخرى للهدنة، وما زال الصحابة مهمومين بدليل الحديث الذي رواه الصحابي المسوَّر بن مخرمة رضي الله عنه {… قال فلما فرغ من قضية الكتاب قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم لأصحابه قوموا فانحروا ثم احلقوا قال فواللَّه ما قام منهم رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات فلما لم يقم منهم أحد دخل على أم سلمةَ فذكر لها ما لقي من الناس فقالت أم سلمة يا نبي اللَّه أتحب ذلك اخرج ثم لا تكلم أحداً منهم كلمة حتى تنحر بدنك وتدعو حالقك فيحلقك فخرج فلم يكلم أحداً منهم حتى فعل ذلك نحر بدنه ودعا حالقه فحلقه فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضاً حتى كاد بعضهم يقتل بعضاً غمّاً} رواه البخاري، والحديث إشارة إلى أن التربية بالقدوة أبلغ من التوجيه بالقول.

أما المسلمون في مكة فقد فر منهم أبو بصير عبيد بن أسيد وهاجر إلى المدينة، فأرسلت قريش وراءه اثنين من رجالها يرجعان به تنفيذاً للمعاهدة، فقال صلى الله عليه وسلم {يا أبا بصير: إنا قد أعطينا هؤلاء القوم ما قد علمت، ولا يصلح لنا في ديننا الغدر، وإن الله جاعل لك ومن معك من المستضعفين فرجاً ومخرجاً فانطلق إلى قومك} رفض أبو بصير الاستسلام، فاحتال أثناء الطريق على سيف أحد الحارسين وقتله به، ففر الآخر مذعوراً، ولما سمع المسلمون الضعفاء بمكة عنه لحقوا به يشدون أزره فأصبحوا سبعين ثائراً فيهم أبو جندل فألّفوا جيشاً ضيَّق الخناق على قريش، فلا يظفر بأحد منهم إلا قتله ولا تمر بهم قافلة إلا اقتطعوها، وإذا قريش ترسل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تناشده الرحم أن يؤوي إليه هؤلاء فلا حاجة لها بهم. وبذلك نزلت قريش عن الشرط الذي أملته تعنتاً.

وفي العام القابل أي في السنة السابعة للهجرة ساق المسلمون الهدي إلى الحرم مرة أخرى، وتجاوزوا التنعيم وقد علت أصواتهم بالتكبير، وأحب كبراء قريش أن يُواسوا أنفسهم وهم يغادرون مكة ليدخلها النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته معتمرين فأشاعوا أن المسلمين يعانون عسرة وجهداً بسبب إصابتهم بحمى يثرب، لكن الرسول صلى الله عليه وسلم لما دخل المسجد اضطبع بردائه وأخرج عضده اليمنى ثم قال {رحم الله امرأ أراهم اليوم من نفسه قوة}، ثم استلم الركن وأخذ يهرول ويهرول أصحابه معه حتى واراه البيت عنهم. والهرولة أو الرَّمَل هو المشي السريع، وفيه إظهار لبأس المسلمين وتكذيب لإشاعات الضعف والمرض، وقد مضت السنة به بعد ذلك، ولما رأى المشركون تكبير المسلمين واضطباعهم وهرولتهم قالوا لبعضهم: هؤلاء الذين زعمتم أن الحمى قد وهنتهم؟

ولم يتخلف ممن شهد الحديبية أحد عن عمرة القضاء هذه إلاَّ من مات أو استشهد يوم خيبر، وكان عدد من حضروها ألفين من الرجال وقليل من النساء، وهنا تحقق وعد الله تعالى {لَّقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ ۖ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ ۖ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَٰلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا} الفتح 27.

فعلاً؛ لقد كان صلح الحديبية فتحاً مبيناً ونصراً عزيزاً على الرغم من كيد المشركين، وعلى الرغم من جبن المشكّكين والمرجفين من المنافقين الذين جبنوا عن مرافقة الرسول صلى الله عليه وسلم للعمرة والمشاركة فيها، فصدق فيهم قول الله عز وجل {رَضُوا بِأَن يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ} التوبة 87.

د. تيسير التميمي

قاضي قضاة فلسطين رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي سابقاً أمين سر الهيئة الإسلامية العليا بالقدس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى