د. جمال أبو حسان يكتب: حرّاس جنة الله تعالى من البشر!!

قد يفهم الإنسان المسلم أن جنة الله تعالى قد أحيطت بالملائكة سواء من قبيل الحراسة أوغيرها، الحراسة من باب الحرب النفسية حتى لا تُطمِع الإنسانَ نفسُه بدخول الجنة دون أن يكون عاملا فاعلا لها، هذا الشيء ممكن للمسلم أن يتخيله،
أما أن يظهر في الدنيا من يحرسون جنة الله تبارك وتعالى ويصدرون المراسم بإدخال فلان ومنع فلان من دخول الجنة فهذا أمر في غاية العجب،
وهذا آخر بوابات العجب من أحكام الناس في الدنيا، فقد كنا نسمع صروفا من الأحكام التي يطلقها بعض من تعصب لرأيه أو شيخه أو حزبه وجماعته ضد آخرين،
فإنه يقوم بإطلاق الأحكام عليهم مما يمكّن من الفهم أن هؤلاء لن يروحوا رائحة الجنة!!
وأكثر من يطلقون هذه الأحكام اليوم فرقة انتسبت إلى الإسلام وتَشعر من خلال كلام المنتمين إليها أن الجنة خصصها الله تعالى لهذه الفرقة وحدها،
وهي الفرقة المعروفة اليوم بالجامية، الذين أشغلوا الناس عن دنياهم ودينهم بأفكار لم تمس عدالة الإسلام، ولا رحمة الإسلام،
ولا الحرص على عباد الله، وتبعهم من يناوؤنهم في الأحكام، فصاروا يقذفونهم بما قذفوهم به،
فصار القذف والقصف متبادلا بين هذه الفئات التي باتت تكثر في أمة الإسلام، لأنها أمة والحمد لله قد أنهت مسؤولياتها الدينية،
وحررت أرضها وطردت أعداءها فأصبح لزاما عليها أن تشتغل في تصفية المسلمين،
فتدخل من تشاء الجنة ومن تشاء النار عياذا بالله تعالى!!
شياطين الفرق والجماعات
وآخر هذه الأحكام ما نراه ونسمعه من شياطين هذه الفرق والجماعات،
حيث صبت جام غضبها على المجاهدين الأبرار في غزة وفلسطين ولبنان والشام
وغيرها من البلاد المنكوبة تحت سمع وبصر العالم العربي والإسلامي،
دون أن يحرك هذا العالم نفسه لحماية تلك الشعوب وطرد أعدائها، فأصبحوا وأمسوا يسلقون المقاومة والمجاهدين بألسنة حداد،
ويقولون: إن هذا ليس بجهاد، وإنما هو خروج على أولياء الأمور الذين نصبهم الاستعمار حكاما على بلاد المسلمين!!
في حين أن المنكرات باتت تعبث في البلاد الإسلامية والعربية تحت سمع وبصر هؤلاء
وتتم هذه المنكرات تحت سلطان ولاة الأمر، ولكنك لا تسمع لأحد لا همسا ولا بمسا!!
كأن الأرض اختطفتهم فلم تبقهم على ظهرها، هؤلاء الذين لا ينصرون بآرائهم إلا أهواء السلاطين والمسؤولين،
وهم أضعف الناس أمام إنكار المنكرات، ومبدؤهم في الحياة أن” ولي الأمر فرفور وذنبه مغفور”
وأن الإجرام كله واقع من الشعوب وحدها وأولياء الأمور ليس عليهم في هذه الدنيا شيء!!
لسان حال حراس الجنة
وهم قد اصطفوا صفا واحدا في فت أعضاد المجاهدين، وثنيهم عن الجهاد في سبيل الله؛
لأن هذا الذي يصنعونه سيؤدي بهم إلى النار،
فصار لسان حال حراس الجنة بأن الله تعالى لن يتقبل هؤلاء المجاهدين ولن يدخلهم الجنة لأن عملهم في الدنيا عصيان لله تعالى،
وهؤلاء الذين يزعمون أنهم أحرص الناس على حديث النبي صلى الله عليه وسلم،
لم تلتفت أنظارهم إلى ما رواه الإمام مسلم في صحيحة عن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال:
قال رسول الله ﷺ:” قال رجل: والله لا يغفر الله لفلان، فقال الله: من ذا الذي يتألى عليَّ أن لا أغفر لفلان؟
إني قد غفرت له، وأحبطت عملك” فمثل هذا الحديث وغيره كثير في السنة لا تلتفت إليه أنظار هؤلاء المتقارعين الذين لا يملك المرء المراقب لأفعالهم وأقوالهم إلا أن يقول:
“إن الجهل قد ضرب خيامه بفنائهم”
فغدوا أصحاب بأس على عباد الله، وسلم منهم كل أعداء الله،
ولم يسلم منهم عباد الله وأولياؤه، ألا تبّا لهذا المنهج والقائمين عليه، ما أبعدهم عن أحكام الدين وسنن المرسلين،
والواجب كل الواجب على الأمة أن تحول بين هؤلاء والتأثير في عامة الناس بإحداث مثل هذه الفتن والقلاقل في صفوف المسلمين،
وأنا لا أخاطب المسؤولين وأولياء الأمور لأن هذا الباب بالتأكيد مما يرضاه هؤلاء الولاة
ويشجعون أصحابه الذين يتذرعون بهذه القلاقل المؤدية في أنظارهم الى المحافظة على أنظمة الحكم،
ولكن أخاطب الشعوب، أن يفيقوا لهؤلاء ويضعونهم الموضع الذي لا يستحقون غيره.
اللهم هل بلغت؟ الهم فاشهد
تلك نفثة مصدور على صفحة تملؤها السطور