د. حاتم عبد العظيم يكتب: الحاقدون وقود النجاح
مما حكاه لي الشيخ شهاب فرفور ابن علامة الشام الشيخ صالح فرفور -رحمه الله- أن الشيخ العلامة وهبة الزحيلي -رحمه الله- كان من تلامذة والده في كلية الشريعة بدمشق، وأن والده وجده ذات يوم باكيا، فسأله عن ذلك فأخبره أنه قد عكف على عمل تلخيص وتشجير لمادة أصول الفقه، بذل في إعداده شهورا، وبدأ في حفظه -وقد دنا زمن الامتحان- بيد أن بعض زملائه استعاروه منه بقصد المذاكرة، ثم ألقوه في نهر بردى حقدا وحسدا.
فربت الشيخ على كتف تلميذه وقال: سيكون هذا سببا في تفوقك، لأنك حين تعيده مرة أخرى سيثبت في ذهنك، وستستدرك ما كان بعملك الأول من قصور.. وقد كان وأعاد الزحيلي التلخيص، وتفوق على أقرانه وبلغ في العلم مبلغا فاق به مشايخه في كثرة التصنيف والجمع بين الأصالة والمعاصرة!
فهل كان أولئك الحاقدون يدركون أن الله سخرهم ليكونوا طاقة دفع للزحيلي ليزداد عزما ونجاحا، وهل يدرك الحقدة في كل زمان ومكان أنهم مطابا النجاح؛ يصنعون التحدي، وينصبون المضمار، ويحفزون أجاويد الخيل للانطلاق، ويستفزونها لتخرج أفضل ما عندها، ثم تنقطع أنفاسهم في ساعة الجد، ويخلون الطريق لصناع الحياة!