حرص المستعمر خلال القرن الأخير على الأقل على أن يمعن في تقسيمنا بأنواع التقاسيم القومية والوطنية والحزبية والقبلية….
فابتعث فينا مثلا نزعة قومية جعلت الكرد خصوما للترك والأمازيغ أعداء للعرب…. والحبل على الجرار
وحين رسم المستعمر الحدود حرص على تلغيمها بنزاعات لا تنتهي وأنشأ أحيانا مظلوميات أو ادعاها ليتاجر بها
فلم يخصص للكرد – على سبيل المثال- دولة كردية ووزعهم على سوريا والعراق وتركيا ثم عاد ذلك المستعمر لينفخ النار في المظلومية الكردية التي صنعها على عينه واصطنعها لنفسه وبدل أن يتحمل مسؤولية حدوده التي رسمها راح يؤجج الفتنة على طريقته في المتاجرة بقضايا الأقليات لصالحه لا لصالحهم
واليوم يعلن أكراد تركيا المصالحة مع دولتهم ووضع السلاح بعد عقود من صراع عبثي لا رابح فيه
ولا شك أن هذه خطوة ميمونة فما كان المسلم ليقاتل أخاه!
وتاريخنا الطويل شاهد على امتزاج كل الأعراق السالفة وغيرها تحت راية الإسلام أيا كان حاملها
فلم تجد الأمة غضاضة في أن يقودها نور الدين محمود السلجوقي التركي ثم يسلم الراية لصلاح الدين الأيوبي الكردي ليكمل مسيرة النضال ضد الصليبيين قبل أن ينتهض سيف الدين قطز الغزنوي لقيادة الأمة في وجه المغول….
فما كان الكردي في ديننا إلا أخ التركي ولا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى
وخلاصة الأمر أن كل تنازع بين المسلمين قوة مضافة بالمجان لأعدائهم والله تعالى يبغض ذلك
وكل وحدة وتقارب بين المؤمنين قوة لصفهم وإغاظة لعدو الله وعدوهم والله تعالى يحب ذلك