د. حاكم المطيري يكتب: أحكام الحرابة.. ‏لا أحكام الحرب

‏ما يجري في سوريا اليوم من خروج على الدولة والشعب والاعتداء على رجال الأمن لا يأخذ أحكام الحرب بين عدوين وجيشين بل يأخذ أحكام الجريمة والحرابة والفساد في الأرض في بلد واحد تحت سلطة شرعية واحدة..

‏فهؤلاء المجرمون خارجون على الشعب السوري ودولته ونظامه الشرعي الذي ارتضاه وغدروا برجال الأمن بعد العفو عنهم فاستحقوا العقاب العادل دون تجاوز ذلك إلى غيرهم ممن لم يثبت تورطه معهم..

‏ومن أحكام الحرابة أن المقبوض عليه من المجرمين يعاقب ولو سلم نفسه ولا يأخذ أحكام أسير الحرب وإنما يعامل معاملة المجرمين الجناة..

‏ومن تاب منهم قبل القدرة عليه حال امتناعه وقوته فيعفى عنه للمصلحة العامة ويسقط عنه حق الله لا حق أدمي من دم أو مال.

‏وكما أوجب الله قتال المعتدين الظالمين فقال: ﴿وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم﴾؛ نهى كذلك عن العدوان مطلقا بكل صوره فقال: ﴿ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين﴾، فحرم الله تحريما قطعيا الاعتداء على من لم يعتد ولم يشارك في العدوان بل ﴿من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا﴾، فلا يحل شرعا قتل نفس بجناية غيرها ﴿ولا تزر وازرة وزر أخرى﴾..

د. حاكم المطيري

الأمين العام لمؤتمر الأمة ورئيس حزب الأمة، أستاذ التفسير والحديث - جامعة الكويت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights