د. حاكم المطيري يكتب: مساعد القريفه والحقوق الاجتماعية!
بعيدا عن السياسة وحساباتها المصلحية هناك قيم اجتماعية وأعراف أسرية قبلية مبدئية توجب التكافل والتضامن بين أفراد الأسرة والقبيلة الواحدة والوقوف مع كل من تعرض منها للظلم أو العوز والحاجة وقد أقر الإسلام هذه الأعراف وهذبها وعززها ولذلك جاءت أحكام العاقلة والدية في الفقه الإسلامي بتحميل القبيلة كلها دية القتل الخطأ.
وكذا جعلت الشريعة الميراث لأولى عصبة مهما علا ولو إلى الجد العاشر ومن فوقه من القبيلة ونزل قوله تعالى: ﴿وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله﴾.
وكذا أقرّ الإسلام القبيلة على حق النصرة فيما بين أفرادها كما قال ﷺ: (انصر أخاك ظالما أو مظلوما! فقالوا ننصره مظلوما فكيف ننصره ظالما؟ فقال ﷺ تحجزه عن الظلم فذلك نصرك إياه).
وقد استدل الشيخ عبد الرحمن السعدي في تفسيره على تعزيز الروابط الاجتماعية لدفع الظلم بآية ﴿ولولا رهطك لرجمناك﴾ وخشية أهل مدين من رهط شعيب وقبيلته، فقال الشيخ السعدي عما يستفاد من هذه الآية: (ومنها: أن الله يدفع عن المؤمنين بأسباب كثيرة، وربما دفع عنهم، بسبب قبيلتهم، أو أهل وطنهم الكفار، كما دفع الله عن شعيب رجم قومه بسبب رهطه، وأن هذه الروابط التي يحصل بها الدفع عن الإسلام والمسلمين، لا بأس بالسعي فيها، بل ربما تعين ذلك، لأن الإصلاح مطلوب على حسب القدرة والإمكان.
فعلى هذا لو ساعد المسلمون الذين تحت ولاية الكفار، وعملوا على جعل الولاية جمهورية يتمكن فيها الأفراد والشعوب من حقوقهم الدينية والدنيوية، لكان أولى، من استسلامهم لدولة تقضي على حقوقهم الدينية والدنيوية، وتحرص على إبادتها، وجعلهم عمَلَةً وخَدَمًا لهم..).
وقد ظلت قبيلة مطير -كما كل الأسر والقبائل- تحافظ على هذه الأعراف الكريمة، والواجبات الاجتماعية الحميدة، فإذا نزلت بهم نازلة ووجدوا أنها لم تحل بشكل قانوني عادل عقدوا اجتماعا تشاوريا للقبيلة كلها، سواء في ديوان صاحب القضية، أو من تصدى لحلها، أو من دعا لها.
وحين تعرض الشيخ ماجد مياح للاعتقال والتعذيب ظلما وعدوانا سنة ٢٠٠١ دعونا إلى اجتماع تشاوري لقبيلة مطير وتم اللقاء أمام ديوانه وبعد خروجه من الحبس تبينت براءته.
وحين اعتقل د. عبيد الوسمي سنة ٢٠١٠م بعد تعرضه للاعتداء في ديوان الحربش دعونا قبيلة مطير للقاء تشاوري وتم اللقاء في ديواني وكان أول من استجاب للدعوة من وجهاء القبيلة ونوابها النائب مسلم البراك والنائب حسين مزيد وغيرهم واتفق الحضور على الدعوة للتظاهر أمام السجن المركزي إذا لم تسارع الحكومة خلال ٣ أيام بإطلاق سراحه وهو ما حدث فعلا فتم الإفراج عنه قبل موعد المظاهرة.
وحين تعرض النائب مسلم البراك للاعتقال سنة ٢٠١٥م دعوت للقاء تشاوري في ديواني فتم اللقاء وأصدرت قبيلة مطير بيانا بهذا الخصوص.
ومن هنا أدعو عموم قبيلة مطير وشيوخها ووجهائها ونوابها إلى لقاء تشاوري عاجل في أي ديوان يتم الاتفاق عليه لمناقشة ما يتعرض له مساعد القريفه من تعسف وظلم وانتهاك لحقوقه التي كفلها له القانون ومسئولية القبيلة تجاهه فهذا أحق حقوقه الاجتماعية على أسرته وقبيلته خاصة وعلى المجتمع الكويتي كله عامة.