كشف وائل حلاق في كتابه «الدولة المستحيلة» عن وهم «الدولة الإسلامية» الخيالية التي طالما روج لها الإسلاميون الحداثيون والحركيون على حد سواء كبديل عن نظام الخلافة الإسلامي – في ظل النظام الدولي الذي يحكم العالم – وهي دولة إسلامية موهومة لا حقيقة لها إلا في أذهان دعاتها الذين لا يعبرون فيما يدعون إليه عن الإسلام ونظامه بقدر ما يعبرون عن أزمتهم مع الإسلام وأحكامه وسعيهم لتطويعه لقيم الحضارة الغربية والتطبيع مع نظامها الدولي! فلا وجود للدولة الإسلامية المنشودة -غير نظام الخلافة- لا على مستوى النص والنظرية ولا في الواقع والتاريخ!
فهم يتحدثون عن نظام إسلامي في دولة وطنية أو قومية تخضع للنظام الدولي ومرجعيته الطاغوتية المادية الإلحادية والذي يتناقض جذريا مع الإسلام ودعوته إلى السيادة الإسلامية العالمية!
وجاء الربيع العربي وكشف بجلاء حقيقة دعواهم وأنهم الوجه الآخر للنظام العربي الوظيفي بقناع إسلامي!
وأن فكرة «النظام الإسلامي» و«الدولة الإسلامية» و«الأسلمة» ما هي إلا فكرة علمانية يراد منها تطبيع الواقع الذي فرضته الحملة الصليبية وأول شروطه التخلي تماما عن أصل «الخلافة» و«الأمة» و«السيادة» والإعلان عن رفضه صراحة جملة وتفصيلا إما بنفي شرعيته الدينية واعتباره فقط تجربة بشرية اجتهادية أو نفي إمكانية عودته وإقامته! مع أنه هو النظام الوحيد الذي يعبر عن الإسلام وأحكامه أصولا وفروعا والذي لم يعرف المسلمون غيره طوال تاريخ استخلاف الله للمؤمنين في الأرض حتى سقوطهم وانتهاء سيادتهم بعد عودة نفوذ الروم والاحتلال الغربي للعالم الإسلامي والذي أوشك على الزوال!