منذ الأيام الأولى لحرب الطوفان كانت تصريحات وزير الخارجية الإيراني مخزية وقد أعطت ضمانا ما كان ينبغي وهو قولهم (لا نريد توسيع دائرة الحرب) فاعتمدت أمريكا على هذا التصريح وزادت عليه عبارتها المشهورة في بداية الحرب(لم يثبت لنا بأن إيران ضالعة في أحداث السابع من أكتوبر) وهكذا عزلت قطاع غزة عن الدولة الرائدة في ما يسمى بمحور المقاومة وظل الغرب كله يصب جام غضبه على قطاع غزة دون مخاوف من احتمالية توسيع دائرة الحرب وهكذا فقد فعلت إيران بترددها ما لم يفعله بها العدو ولكن لمن يراغب المشهد بعمق يدرك بأن إيران لن تتورط في حرب مباشرة خارج حدودها إلا من خلال الأذرع وقد اعتمدت هذه العقيدة العسكرية بعد هزيمتها في الحرب مع العراق.
وفي ذات الوقت ظلت إيران منضبطة بخطوط اللعبة مع الولايات المتحدة الأمريكية منذ استيلاء الثورة الخمينية على إيران وذلك بعدم المساس بخطوط الإمداد العالمي للبترول وعدم المساس بالقواعد العسكرية الأمريكية في دول الخليج وكذلك عدم التعدي على حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة فظلت حالة التمدد في مساحات خارجة عن النفوذ الأمريكي أو من خلال التفاهم والتخادم معها كما هو الحال في العراق ومع هذه التفاهمات فقد ظلت عقدة النووي محل توتر مستمر وقلق دائم وخاصة للكيان الصهيوني الذي حرص على جر الولايات المتحدة الأمريكية لضرب إيران وتعطيل قدراتها النووية وقد تحقق لها ذلك في ظل إدارة ترامب ولكن وقد اشتغلت الحرب وتصاعد لهيبها ولم يظهر حتى الآن ملامح التحكم في مآلاتها ولعل الواقع يشير إلى جريان السنن الإلهية في المكر والماكرين كما في قوله تعالى:(قَدۡ مَكَرَ ٱلَّذِینَ مِن قَبۡلِهِمۡ فَأَتَى ٱللَّهُ بُنۡیَـٰنَهُم مِّنَ ٱلۡقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَیۡهِمُ ٱلسَّقۡفُ مِن فَوۡقِهِمۡ وَأَتَىٰهُمُ ٱلۡعَذَابُ مِنۡ حَیۡثُ لَا یَشۡعُرُونَ) النحل /26.
اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل الطاعة ويذل فيه أهل المعصية من الكفار والمنافقين.