منذ بدايات القرن الواحد والعشرين ونحن نشهد التفاهم الصهيوصليبي الصفوي في ساحات متعددة من أفغانستان إلى العراق ثم سوريا واليمن ولكن مع بدايات معركة طوفان الأقصى بدأت هذه التفاهمات تختل وينظر لإيران بأنها تشكل تهديدا للكيان الصهيوني من خلال الأذرع في البلدان المختلفة وبالتالي ظل نتنياهو حريصا على توجيه ضربة مباشرة لإيران مع تمنع ظاهري من الإدارة الأمريكية في الوقت الذي تراجع فيه دور الأذرع وضعف الأداء العام لها ولم يعد الكيان الصهيوني يخشى تداعيات من الجوار القريب قرر ضرب إيران وبموافقة أمريكية وقد كانت الضربة قاسية ومؤلمة وتظهر في ذات الوقت حجم الاختراق الأمني والمخابراتي لإيران وسيترتب على هذه الضربة ما يلي:
١/ سطوة الكيان الصهيوني وتفرده العسكري والاستراتيجي في المنطقة واعتباره المنتصر الذي يفرض شروطه على الآخرين.
٢/ تراجع كبير للدور الإيراني في المنطقة لصالح الكيان الصهيوني دون الذهاب للقضاء على النظام وإسقاطه لأن الغرب تعود إدارة المنطقة من خلال الثنائيات الطائفية والقومية ولا يعدم أدوارا لإيران مستقبلا.
٣/ ستكون الأمة المسلمة وشعوبها في مواجهة مكشوفة مع الأنظمة المستبدة والكيان الصهيوني والقوى الداعمة له دوليا دون القدرة على توظيف إيران طائفيا لضرب الشعوب العربية المتطلعة للحرية والكرامة كما حدث خلال العقدين الماضيين.
٤/ لن يكون العلو الصهيوني قاصرا على إيران وحدها بل سيكون التفكير في رسم خرائط المنطقة وفق المنطق اللاهوتي التوراتي المحرف وحينها ستجد عدد من الدول في مواجهة مفتوحة تهدد وجودها.
٥/ احتمالية اندلاع حرب إقليمية إذا ما قررت إيران الرد على الهجمات وذلك بتوسيع مساحة الحرب واستهداف الكيان الصهيوني وضرب القواعد العسكرية الأمريكية مع العلم بأن تداعيات ذلك ستكون خطيرة على النظام الإيراني ووجوده.
وعموما نحن على أعتاب مرحلة جديدة لم تتبلور بعد ملامحها.
والله المستعان.