الرئيس الأمريكي ترامب في قمة زهوه وطغيانه يهدد ويتوعد دوما بالجحيم وجهنم لمن يقاومه ويرفض سياساته وكأنه رب العالمين مع أن حروبه مع الشعوب المسلمة أثبتت بأنه قد ينتصر وتنهار أمامه الجيوش النظامية ولكنه كيان ضعيف وهش أمام كافة أشكال المقاومة الشعبية والإدارة الأمريكية تدرك ذلك ولهذا تخشى من انهيار المنظومات الرسمية وفتح المجال أمام تحركات وثورات شعبية تمنعه من الاستفادة من حالة الاستقرار التي يستثمر ويسرق فيها موارد الشعوب ولهذا نلاحظ اليوم أثناء ضربه لمواقع المفاعلات النووية يرسل معلومات للإيرانيين بأنه لن يتوسع في الضربات ولا ينوي إسقاط النظام وبعد الضربة مباشرة يعلن بأنه حان وقت السلام وأنه قضى على خطر النووي وكل ذلك يشير بأنه يخشى من تداعيات توسع الحرب وخروجها عن السيطرة .
والمؤشرات تدل على أن الإيرانيين كذلك لن يذهبوا للتصعيد الحربي مع أمريكا ولكنهم سيزيدون من ضرباتهم للكيان الصهيوني لإعطاء رسالة بأنهم قادرون على الردع حتى الآن وإذا استمر الوضع بهذه الصورة فإن طبيعة العلاقات بين إيران والغرب منذ مجيء الثورة الخمينية وحتى الآن منضبطة بخطوط التفاهم والاتفاق في سياقات التخادم بينهما ولكن إذا تطور الموقف نحو تصعيد عسكري أوسع فنحن أمام تغيير لمسار العلاقات وإنهاء لمسيرة التفاهمات المختلفة وإعادة رسم الخرائط في المنطقة ولكنها ستكون خرائط بلون الدم وحينها لن يكون ذلك نهاية التاريخ كما يرغب الأمريكان بل بداية مشروع المقاومة المفتوحة للشعوب المسلمة في مواجهة مشروع الاحتلال الغربي الذي تدثر طويلا خلف المشاريع الوظيفية المحلية في ظل سيولة مشهودة للنظام الدولي.
والله غالب على أمره.