د. حسن سلمان يكتب: غايات قرآنية.. التطور التشريعي في الرسالات (2)
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله الأمين أما بعد:
تناولنا في الحلقة الماضية التطور التشريعي في الرسالات وجوانب الثبات فيها في أصول الإيمان والعقيدة، والاختلاف والتراكم في التشريع والمنهاج،
ونواصل في هذه الحلقة مسيرة الرسل والرسالات عبر التاريخ البشري كما تناولها الكتاب العزيز،
وخاصة في المرحلة التي تشكلت فيها الحضارات ودول ما بين الرافدين والشام ومصر،
حيث يكثر الحديث عن بني إسرائيل وممالكهم وأنبيائهم وطبيعة التشريعات والأحكام التي واكبت مسيرتهم.
الحديث عن بني إسرائيل
ثامنا: تناول القرآن الكريم الحديث عن بني إسرائيل في العديد من سوره وآياته وفي ذلك الكثير من الحكم والعبر،
فهم أقرب الناس زمانا ومكانا ونسبا للعرب، ومن خلالهم تم تناول العديد من علل التدين وكيفية معالجته،
والحذر من سلوك دربهم ومنهجهم في التحريف والتبديل والعناد والتحايل على الشرع ، ورفض الحق وعدم قبوله والقول على الله بلا علم ،
وكذا اقتحام المحرمات والزعم بأنهم شعب الله المختار، وبأنهم أبناء الله وأحباؤه، كما أن بني إسرائيل مروا بتجارب النجاح والفشل والنصر والهزيمة، والتمكين والاستضعاف،
فالحديث عنهم يشتمل على كل ذلك، والكتاب الخاتم تضمن كل ذلك تصديقا وهيمنة،
وتذكيرا واعتبارا، وبنو إسرائيل ينتسبون إلى يعقوب عليه السلام وهو (إسرائيل) بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام،
وهؤلاء يشكلون المرحلة الأولى تاريخيا،
وهي التي وردت في سورة البقرة في قوله تعالى:
( تِلْكَ أُمَّة قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) البقرة: 134،
الأهم في قصة يوسف عليه السلام
وذلك بعد الحديث عن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب عليهم السلام، ثم كان الحديث بعد ذلك عن المرحلة الثانية
والتي تبدأ بالأسباط، وهم أبناء يعقوب عليه السلام (بنون أو حفدة )،
ومنهم يوسف عليه السلام، وهو نبي ورسول، وقد وردت قصته في القرآن الكريم في أكثر من موضع،
ولئن كان السياق الأوضح في قصة يوسف هو الطهر والعفاف، والاستعصام في لحظات البلاء والإكراه على الفاحشة ممن يملك الجاه والسلطان والسطوة والجمال، في ظل غربة واستضعاف،
ولكن الأهم في القصة -فيما نحن فيه من تناول- هو التطور التشريعي في مسألة الولاية والسلطة السياسية والدولة،
والذي كانت بداياته مع يوسف عليه السلام والانتقال من البداوة إلى الحضارة والمدنية، بعد أن مكّن الله يوسف عليه السلام من الدخول إلى القصر والنشأة الكريمة فيه،
والتعرف على طبيعة الحياة الاجتماعية والسياسية في أروقته وما حصل له من ابتلاء وفتنة عصمه الله منها،
ولكنها حولت مساره من القصر وامتيازاته إلى السجن وابتلاءاته، وفي كل ذلك يتقلب بين الصبر والشكر،
وما بينهما من مقامات العبودية حتى هيأه الله تعالى ليكون عزيز مصر، وقائد الإصلاح المالي والاقتصادي ومدير الأزمات فيها،
بعد أن شهد كل من عرفه وصاحبه بأنه من المحسنين، ومن هنا حصل التطور التشريعي في التعاطي مع الدولة وقضاياها وتعقيداتها،
وطبيعة الإصلاح المطلوب في ظل مجتمع لم يكن مسلما بل يعيش جاهليته ، ولكنه لا يخلو من بعض الخير الذي نجده في الآيات.
فما هو دور المصلح هل ينعزل ويقاطع أم يشارك ويتفاعل؟
وهل هذه المشاركة تصلح في كل مجتمع؟ أم أنها تختلف بحسب أحوال النظم والمجتمعات، وما يتاح فيها من حرية
وعدالة يتمكن من خلالها الداعية من تحقيق إصلاح حقيقي دون أن يتحول إلى أداة تجميل لسوءات الأنظمة الظالمة؟
أولى مراحل تعامل بني إسرائيل مع الدولة
وهذا بالفعل محك صعب ودقيق، ويخضع لحساب الموازنات المطلوب منها، والمقدور والمهدور،
ولكن ما يعنينا هنا هو أن بني إسرائيل بدأت أولى مراحل تعاملهم مع الدولة في فترة يوسف عليه السلام،
حيث صاروا جزءا من السلطة الحاكمة وتفاعلاتها، ولعل ذلك كان أحد مشكلاتهم التاريخية،
فيما بعد في إطار التداول السلطوي بين الأسر الفرعونية ومشكلاتها،
وما يصاحب ذلك من تصفيات للخصوم وملاحقة لهم، وهذه قضية طويلة ليس المقصود الدخول في تفاصيلها،
ولقد تتابع الرسل والأنبياء على بني إسرائيل بعد ذلك في سياسة الناس وتدبير أمورهم الحياتية كما ورد في الحديث:
(قاعَدْتُ أبا هُرَيْرَةَ خَمْسَ سِنِينَ، فَسَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ عَنِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: كانَتْ بَنُو إسْرائِيلَ تَسُوسُهُمُ الأنْبِياءُ، كُلَّما هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبِيٌّ، وإنَّه لا نَبِيَّ بَعْدِي، وسَيَكونُ خُلَفاءُ فَيَكْثُرُونَ. قالوا: فَما تَأْمُرُنا؟ قالَ: فُوا ببَيْعَةِ الأوَّلِ فالأوَّلِ، أعْطُوهُمْ حَقَّهُمْ؛ فإنَّ اللَّهَ سائِلُهُمْ عَمَّا اسْتَرْعاهُمْ)
أخرجه البخاري ومسلم.
وبعد أن صار بنو إسرائيل من سكان مصر وجزءًا من تركيبتها السياسية والاجتماعية، يقص علينا القرآن الكريم ما مروا به من استضعاف وهوان من قبل السلطة الفرعونية الحاكمة حينها،
وقد اقتضت حكمة الله تعالى وإرادته أن يخرجهم من هذه الحالة ليكونوا أئمة وقادة وملوكا، من خلال الرسل والرسالات
وكانت بداية ذلك مع موسى عليه السلام قال تعالى:
(وَنُرِیدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى ٱلَّذِینَ ٱسۡتُضۡعِفُوا۟ فِی ٱلۡأَرۡضِ وَنَجۡعَلَهُمۡ أَىِٕمَّةࣰ وَنَجۡعَلَهُمُ ٱلۡوَ ٰرِثِینَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمۡ فِی ٱلۡأَرۡضِ وَنُرِیَ فِرۡعَوۡنَ وَهَـٰمَـٰنَ وَجُنُودَهُمَا مِنۡهُم مَّا كَانُوا۟ یَحۡذَرُونَ )
القصص:5-6
رسالة موسى كانت نقطة التحول الكبرى
تاسعا: موسى عليه السلام ورسالته كانت نقطة التحول الكبرى في مسيرة بني إسرائيل بعد الاستضعاف الذي تعرضوا له وكان مضمون رسالته هو تحرير بني إسرائيل من رق العبودية والاستضعاف
قال تعالى: (أَنۡ أَرۡسِلۡ مَعَنَا بَنِیۤ إِسۡرَ ٰءِیلَ) الشعراء:17،
وذلك من خلال التوحيد والإيمان ويتطلب التحرير الاشتباك المباشرة مع السلطة الفرعونية وأدواتها المختلفة،
والمواجهة الشاملة التي تحتاج للعزم والإرادة التي لا تلين مع الظاهرة الفرعونية المعقدة،
بما فيها من رأس يمثله الفرعون ووزارة يمثلها هامان، ورأسمالية متوحشة يمثلها قارون، ومؤسسة عسكرية بقادتها وجنودها،
ومجتمع مستخف به يسوده الفسق والفساد والطغيان، فكان موسى عليه السلام يمثل قيادة المستضعفين من قومه ويحمل البينات من ربه،
والكتب المنزلة وما فيها من تشريعات وشعائر وقيم، كانت حاكمة لبني إسرائيل ومؤسسة لمسيرتهم التاريخية،
ويمكن أن نجمل أهم المعالم لمنهج رسالة موسى عليه السلام وما هو التطور التشريعي الذي جاءت به هذه الرسالة وذلك في النقاط الآتية:
المشكلة التي جاءت رسالة موسى لمعالجتها
1/ تتمثل المشكلة التي جاءت رسالة موسى لمعالجتها في الطغيان والاستبداد، واستعباد الخلق من خلال ظاهرة معقدة ومركبة هي:
“الظاهرة الفرعونية” والتي تنتج تصورات وسلوكيات مناقضة للإيمان والإصلاح، وتكرس للكفر والفساد،
وتناقض مراد الله في الاستخلاف البشري عبادة وعمرانا.
الهدف المنشود من رسالة موسى
2/ والهدف المنشود من رسالة موسى عليه السلام هو تحرير بني اسرائيل والذهاب بهم إلى بيت المقدس،
وإقامة الولاية الإيمانية والسياسية لهم من خلال التزام أحكام الشريعة والدين المنزل،
ومن هنا نلاحظ التطور التشريعي الرسالي وهو البداية بإقامة الدولة والسلطة والولاية
وتحقيق المعنى الأوسع للاستخلاف وفقا للتطور البشري ومسيرة الإنسانية.
قصة يوسف عليه السلام
3/ رأينا في قصة يوسف عليه السلام عملية المشاركة المحدودة والإصلاح المتاح في ظل مجتمع ونظام لا يملك فيه يوسف عليه السلام القاعدة المسلمة التي تمكنه من الولاية الكاملة،
ولا يظهر لنا من خلال القصة أنه قد أُمر بالقتال، ولكن نرى ذلك بوضوح مع رسالة موسى عليه السلام،
فهناك الحوار الهادئ، والمجادلة الحادة، والهجرة، والقتال والصراع مع السلطة ورموزها بشتى الوسائل، وتحمل التبعات في كل ذلك.
تتابع الرسل والأنبياء على قيادة بني إسرائيل
4/ تتابع الرسل والأنبياء على قيادة بني إسرائيل وحراسة دينهم وسياسة دنياهم، كما ورد في الحديث السابق ذكره،
وكانت الحالة الدينية والسياسية تمر بالنهوض والانحطاط قربا وبعدا من التزام الدين وتعاليمه،
وكان محور التواجد لبني إسرائيل وصراعهم مع الآخرين يدور حول بيت المقدس،
مما يعني أهمية القدس لكل رسالة دينية، وهو ما انتهى بها لميراث النبي صلى الله عليه وسلم وأمته بالاستحقاق الديني للرسالة الخاتمة،
فكان معراجه من بيت المقدس وإمامته للرسل فيها، ثم كان تمام ذلك بالفتح العمري
وتسلم المفاتيح من البطاركة ( جمع بطرُك / منصب ديني نصراني) لتكون بالفعل تحت ولاية المسلمين الدينية والسياسية.
قمة الدولة لبني إسرائيل
5/ وقد كانت قمة الدولة لبني إسرائيل حضاريا وعمرانيا في فترة نبي الله داود وابنه سليمان عليهما السلام، لما كان فيها من التسخير الإلهي للجن والريح،
وما صاحب ذلك من التطور في الصناعات الحربية وغيرها، واتسعت الدولة اتساعا عظيما أخضعت كل من حولها،
وفي القرآن دلالة واضحة على عظم ملك نبي الله سليمان، وأبهته وسعته، وأنه لا يؤتى أحد بعده مثل ملكه،
قال تعالى: (وَلِسُلَیۡمَـٰنَ ٱلرِّیحَ عَاصِفَةࣰ تَجۡرِی بِأَمۡرِهِۦۤ إِلَى ٱلۡأَرۡضِ ٱلَّتِی بَـٰرَكۡنَا فِیهَاۚ وَكُنَّا بِكُلِّ شَیۡءٍ عَـٰلِمِینَ * وَمِنَ ٱلشَّیَـٰطِینِ مَن یَغُوصُونَ لَهُۥ وَیَعۡمَلُونَ عَمَلࣰا دُونَ ذَ ٰلِكَۖ وَكُنَّا لَهُمۡ حَـٰفِظِینَ )
الأنبياء ٨١-٨٢ ،
وقال سبحانه: (وَوَرِثَ سُلَیۡمَـٰنُ دَاوُۥدَۖ وَقَالَ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّاسُ عُلِّمۡنَا مَنطِقَ ٱلطَّیۡرِ وَأُوتِینَا مِن كُلِّ شَیۡءٍۖ إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ ٱلۡفَضۡلُ ٱلۡمُبِینُ* وَحُشِرَ لِسُلَیۡمَـٰنَ جُنُودُهُۥ مِنَ ٱلۡجِنِّ وَٱلۡإِنسِ وَٱلطَّیۡرِ فَهُمۡ یُوزَعُونَ)
النمل:16-17،
وقال عز وجل: (وَلِسُلَیۡمَـٰنَ ٱلرِّیحَ غُدُوُّهَا شَهۡرࣱ وَرَوَاحُهَا شَهۡرࣱۖ وَأَسَلۡنَا لَهُۥ عَیۡنَ ٱلۡقِطۡرِۖ وَمِنَ ٱلۡجِنِّ مَن یَعۡمَلُ بَیۡنَ یَدَیۡهِ بِإِذۡنِ رَبِّهِۦۖ وَمَن یَزِغۡ مِنۡهُمۡ عَنۡ أَمۡرِنَا نُذِقۡهُ مِنۡ عَذَابِ ٱلسَّعِیرِ * یَعۡمَلُونَ لَهُۥ مَا یَشَاۤءُ مِن مَّحَـٰرِیبَ وَتَمَـٰثِیلَ وَجِفَانࣲ كَٱلۡجَوَابِ وَقُدُورࣲ رَّاسِیَـٰتٍۚ ٱعۡمَلُوۤا۟ ءَالَ دَاوُۥدَ شُكۡرࣰاۚ وَقَلِیلࣱ مِّنۡ عِبَادِیَ ٱلشَّكُورُ )
سبأ ١٢-13،
وقال تعالى: (قَالَ رَبِّ ٱغۡفِرۡ لِی وَهَبۡ لِی مُلۡكࣰا لَّا یَنۢبَغِی لِأَحَدࣲ مِّنۢ بَعۡدِیۤۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡوَهَّابُ * فَسَخَّرۡنَا لَهُ ٱلرِّیحَ تَجۡرِی بِأَمۡرِهِۦ رُخَاۤءً حَیۡثُ أَصَابَ * وَٱلشَّیَـٰطِینَ كُلَّ بَنَّاۤءࣲ وَغَوَّاصࣲ * وَءَاخَرِینَ مُقَرَّنِینَ فِی ٱلۡأَصۡفَادِ * هَـٰذَا عَطَاۤؤُنَا فَٱمۡنُنۡ أَوۡ أَمۡسِكۡ بِغَیۡرِ حِسَابࣲ)
ص:35-39
مرحلة داود عليه السلام
6/ وكانت مرحلة داود عليه السلام مرحلة انتقالية من الاستخلاف العام إلى الاستخلاف الخاص، وهو ظهور مصطلح الخليفة بمعناه السياسي أي الولاية السياسية الحاكمة،
ولكن بقيادة نبي من الأنبياء لتكون مقدمة للاستخلاف البشري للأمة الخاتمة ولكن بقيادة بشرية غير معصومة إلا بمجموعها ومحروسة بالكتاب الهادي المعصوم قال تعالى:
(يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ)
ص: 26
شريعة موسى عليه السلام
7/ وشريعة موسى عليه السلام بالرغم من التكامل العقدي والتشريعي فيها وشمولها لمجالات أوسع في حياة البشر،
إلا أنها كانت تتسم بأنها شريعة جلال وعظمة، وفيها شدة وحدة في عقوباتها، ولذا وصفت بأنها شريعة الأغلال والآصار
وكان ذلك بسبب خروج بني إسرائيل عن طاعة الله تعالى واتباع شرائعه وبغيهم وعدوانهم قال تعالى:
(وَعَلَى ٱلَّذِینَ هَادُوا۟ حَرَّمۡنَا كُلَّ ذِی ظُفُرࣲۖ وَمِنَ ٱلۡبَقَرِ وَٱلۡغَنَمِ حَرَّمۡنَا عَلَیۡهِمۡ شُحُومَهُمَاۤ إِلَّا مَا حَمَلَتۡ ظُهُورُهُمَاۤ أَوِ ٱلۡحَوَایَاۤ أَوۡ مَا ٱخۡتَلَطَ بِعَظۡمࣲۚ ذَ ٰلِكَ جَزَیۡنَـٰهُم بِبَغۡیِهِمۡۖ وَإِنَّا لَصَـٰدِقُونَ)
الأنعام:146،
ثم جاءت شريعة عيسى عليه السلام بالتخفيف والنسخ لما سبق في شريعة موسى عليه السلام،
فكانت شريعة جمال وإكرام، ثم جاءت شريعة محمد عليه الصلاة والسلام شاملة جامعة بين الجلال والجمال والكمال،
وقد وصفت بأنها شريعة التيسير والرحمة، كما سيأتي ذلك مفصلا في موضعه. وللحديث تتمة..