أقلام حرة

د. حسن محمد القانوع يكتب: 380 يوماً على حرب الإبادة الجماعية

فشل الاحتلال حتى اللحظة في إفراغ الشمال من سكانه، الأهالي في شمال غزة منذ أيام مضت دون أدني مقومات الحياة من مأكل ومشرب وملبس ومبيت، بعد عام من المعاناة وقلة الطعام والشراب، الأهالي يتنقلون من حارة لحارة ومن شارع لشارع ومن زقاق لزقاق لأن المدفعية لم تتوقف والقصف الجوي والبحري مستمر وبشراسة.

 نعيش هذه الأيام من أصعب أيام حياتنا في الشمال منذ عام مضى، الجميع يفترشون الأرض ويلتحفون السماء ويعيشون على فتات من هنا أو هناك لأنه منذ أسبوع والنزوح مستمر من مكان لمكان فلا أحد يستطيع حمل أي شيء من مقومات الحياة، حليب الأطفال قد نفذ، لا مخابز في شمال غزة بعد استهدافها من قبل الاحتلال وحرقها بالكامل، الاحتلال يستهدف كل شيء يتحرك، القليل من يستطيع أن يشعل النار ليطبخ ما بقي معه من طعام، في الليل لا أحد يستطيع أن يشعل شمعه ليرى من حوله أو يشعل نار ليسخن المياه لحليب الأطفال.

النزوح القسري هو الموت

نزحت عائلتي مرات عديدة ولكن هذا النزوح مختلف تماماً، قهر ما بعده قهر وأنت ترى الأطفال جوعى والنساء تفترش الأرض وتلتحف السماء، تبحث عن حمام لقضاء الحاجة لساعات عدة، أغلب الناس صيام وحتى الإفطار يكون على شربة ماء، لأنه كما أسلفت الأصعب على الإنسان أن لا يجد مكان يقضى فيه حاجته أعزكم الله، أيام عديدة دون وضوء لتوفير ما أمكن من المياه.

ما يحزننا كثيراً أن المسلمين الذين كنا نظنهم سيتسابقون للدفاع عنا ونصرتنا في سبات عميق.

لا أحد يقول لا أستطيع بقلمك تستطيع بمنشور على وسائل التواصل الاجتماعي تستطيع بالدعاء تستطيع بوقفة أمام سفارة الاحتلال أو من خلفه من أمريكيا وغيرها تستطيع بالمال تستطيع، الجميع يستطيع أن ينصر أخاه في الدين والعقيدة والعروبة، أوروبا استطاعت أن تنصرنا، فماذا انت فاعل يا أخا العروبة والإسلام.

الحصار علينا يشتد، الشهداء في الشوارع تنهش من أجسادهم الكلاب والجرحى لا يجدون العلاج والاسعاف المناسب وسيارات الدفاع المدني والاسعاف لا تستطيع التحرك وستتوقف لعدم نفاذ الوقود، عشرات الشهداء تحت الأنقاض من جديد.

فمتى تفيق أمتي؟

أجسادنا متعبة وأمعاؤنا خاوية تشكو إلى الله اليهود وأعوانهم من الغرب والعرب الذين خذلوا بل خانوا الدين والعقيدة والعروبة.

لا أحد يراهن على نزوحنا، ولا أحد يراهن على انكسار غزة، فغزة العزة عصية على الانكسار عبر التاريخ، وبإذن الله نحن إلى الفرج والتحرير والتمكين أقرب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *