د. حسين علي غالب يكتب: أنتون ليفي.. نبي الشيطان
في عام ألف وتسعمائة وستة وستين أعلن عن تأسيس «كنيسة الشيطان» في «سان فرانسيسكو» وظهور هذه الديانة بشكل أوسع.
وبعدها أطلق عليه الإعلاميين وكل من التقى به بتسميات مختلفة كـ«أبو الشيطان» و«القديس بولس الشيطاني» و«البابا الأسود» و«الرجل الأكثر شرا في العالم».
«أنتون ليفي» الرجل الذي عمل عدة مهن ومنها عزف الموسيقى وتربية الحيوانات وحتى التمثيل بات الآن بعيون الكثيرين «رجل دين» أو «نبي»!!
كان هذا الرجل كثير الظهور إعلاميا وزاد من هذا الظهور دخول العديد من الشخصيات المشهورة إلى ديانته وحضورهم جلسات واجتماعات «شيطانية».
يمارسون فيها طقوس أقتبسها «أنتون ليفي» من ديانات قديمة ومن كتب السحر والشعوذة الذي كان ملم وعاشق لها.
ومن أشهر تصريحاته التي كان ينشرها في مجلته التي تصدر باسم كنيسته وهي مجلة «الشعلة السوداء»، «الشيطان هو أحسن صديق للكنيسة فهو الذي أبقاها على قيد الحياة حتى اليوم».
وتصريح آخر له «الشيطان يمثل الإنسان تماما كحيوان آخر، أحيانا أحسن وأغلب الوقت أسوأ من الذين يمشون على الأربع لأنه بسبب تطوره الروحي والعقلي أصبح أشرس حيوان على الأرض»
قام «أنتون ليفي» بتأليف عدد من الكتب تحتوي على أفكاره وفلسفته «الشيطانية» وكان يكرر دائما أن «الشيطان» مظلوم وضحية، وكان أشهر كتاب له منذ أكثر من عقد وهو «الكتاب المقدس الشيطاني».
الذي يعتبره أتباعه كتاب مقدس مشابه تماما للكتب السماوية كالقرآن الكريم والانجيل والتوراة.
ولقد ترجم هذا الكتاب إلى الدنماركية والسويدية والألمانية والإسبانية والفنلندية والتركية، وتم بيع أكثر من مليون نسخة منه في أمريكا وحدها، لأن عنوانه بكل بساطة لافت للانتباه.
توفى «أنتون ليفي» في منتصف التسعينات، تاركا وراءه الكثير من الجدل حتى في داخل عائلته نفسها، فأبنته الكبرى تركت ديانة أبيها لتتجه إلى ديانة شيطانية أخرى تشرف هي عليها مع مجموعة تعرفهم في المانيا.
وأبنته الأخرى أسست كنيسة شيطانية أخرى في ولاية اخري متبعة نفس أسلوب أبيها في إثارة الجدل والرأي العام، أما أعز أصدقاء «أنتون ليفي» فبقى يدير كنيسة صديقه وهو نشيط جدا عبر شبكة الانترنيت ومواقع التواصل الاجتماعي.
عبدة الشيطان أو أتباعه ليسوا ديانة جديدة كما يتوقع البعض بل هي ديانة قديمة، لكن «أنتون ليفي» ساهم بإلقاء الأضواء عليها بشكل علني خصوصا في أمريكا منذ أكثر من نصف قرن
ولقد أظهرت دراسات حديثة أن «كنيسة الشيطان» أو «معبد الشيطان» والتجمعات الدينية الشيطانية المختلفة قريبا سوف تشكل الديانة الخامسة في عدد أتباعها في أمريكا ولديها تواجد لا يستهان به في فنلندا والسويد وبريطانيا.
وهم ينتشرون بشكل مرعب في صفوف الشباب تحديدا، لأن هذه الديانة تشجع على الإباحية الجنسية ورفض كل الضوابط والقيم القائمة على الفطرة البشرية البسيطة.