أقلام حرة

د. حسين علي غالب يكتب: السلاح الفلسطيني وتغيير المعادلة

معيب أن يظهر عدد ممن يسمون أنفسهم مثقفين وخبراء على شاشات الفضائيات يكذبون بأسلوب مقزز، ويقولون إن السلاح الفلسطيني المستخدم لا قيمة تذكر له على أرض المعركة.

 مقارنة مع السلاح الذي يملكه الجيش الإسرائيلي والذي يأتي من مختلف دول العالم دون استثناء.

أنا أتابع تصريحات القادة العسكريين الإسرائيليين التي تظهر عبر وسائل إعلامهم، وهم يعترفون بالضربات العنيفة والمؤلمة التي يتلقونها منذ الساعات الأولى لبداية المعركة.

 وأن على الجيش أن يقوم بدراسة وبحث شامل لكل مجريات الأحداث، لأن ما حدث لم يكن يتخيلوه بتاتا.

 المقاطع القصيرة التي تظهر بشكل يومي لـ«القوة الفلسطينية الضاربة»، وهي تستهدف دبابة «الميركافا» وقد لا يعلم الكثيرين أن هذه الدبابة تم العمل على تطويرها منذ أكثر من ثلاثة عقود وتم صرف مبالغ فلكية علي هذا التطوير.

والخبراء الذين أشرفوا عليها هم من الإسرائيليين المنتشرين حول العالم وقد قدم لهم الغالي والنفيس حتى يصنعوا هذه الدبابة ويقدمونها لـ«الجيش الذي لا يقهر».

 وقد يجهل البعض أن هذه الدبابة تتميز بأنها أول دبابة في العالم تحتوي على نظام متقدم من الذكاء الاصطناعي يدير مهام خزان الأسلحة.

 مما يقلل عبء العمل على الطاقم المتواجد بداخلها، ويساعد في تحديد الأهداف بدقة شديدة، ودمج نظام الذكاء الاصطناعي بنظام إدارة ساحة المعركة.

 وكل هذا انهار تماما منذ أن دخلت هذه الدبابة قطاع غزة وتم استهدافها من قبل صاروخ خفيف الوزن رخيص الثمن يطلق عليها أسم «الياسين 105»، حيث باتت «الميركافا» قطعة من الخردة المحترقة.

 وكثير من الجنود الإسرائيليين أعلنوا أنهم باتوا يخافون البقاء في هذه الدبابة حتى لا يصبحوا صيد سهل.

كذلك أعلن عباقرة الجيش الإسرائيلي أن القبة الحديدية التي تتباهى بها إسرائيل قد تم اختراقها وأن نظامهم الأمني بات هش ولقد تم وصول صواريخ طويلة المدى وقصيرة المدى دون أن يعلموا بها.

ولم يختصر الأمر عند هذا بل أن الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل والتي كانت تحتوي على كاميرات مراقبة دقيقة وأجهزة استشعار وحواجز متينة كلها تعرضت للاختراق وهذا سبب أما دمار المنظومة أو توقفها لفترة ليست بالقصيرة.

 ولهذا هرب كل رجال الأمن من الحدود بعد أن تفاجأوا بدخول أعداد كبيرة من الفلسطينيين عليهم قادمين من قطاع غزة.

يجب على الجميع أن يدرك أن السواد الأعظم من خريجي شباب قطاع غزة هم من دارسي العلوم الهندسية، وهؤلاء هم من طوروا أسلحة جديدة نجحت نجاحا باهرا في المعارك الطاحنة التي تجري.

 وعرفوا كيف يوقفون ويشلوا أجهزة الرصد والمراقبة التي كانت تساند الجيش الإسرائيلي في تحركاته.

———–

دكتور حسين علي غالب بابان

أكاديمي وكاتب كردي مقيم في بريطانيا

د. حسين علي غالب

أكاديمي وكاتب كردي مقيم في بريطانيا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى