د. حسين علي غالب يكتب: وجهتنا «محكمة العدل الدولية»
بجدارة نجحت جنوب أفريقيا بجذب الانتباه العالمي عندما رفعت قضية في محكمة العدل الدولية، وأيضا أنا أدرك أن كثيرا من الدول المتغطرسة لا تهتم بهذه المحكمة رغم أنها كيان مرتبط بالأمم المتحدة لكنها البداية في معركة طويلة من تاريخ هذا الصراع بين «الحق والباطل».
الكثير من شعوبنا المسكينة شعرت بالفرح فهذه المرة الأولى في تاريخ هذا الصراع أعداءنا يصبحون في قفص الاتهام بشكل علني بل ويصبحوا عاجزين كليا عن الدفاع عن أنفسهم أمام سيل من الاتهامات.
ولقد دعت شخصيات داعمة للقضية الفلسطينية من مختلف أنحاء العالم إلى تبني فكرة فتح الباب على مصراعيه، والتوجه إلى محكمة العدل الدولية ورفع قضية تلو قضية ضد اعدائنا.
بصراحة لم أجد أحد يؤيد هذه الفكرة «لا من قريب ولا من بعيد»، إلا في الجزائر وأتمنى أن تسجل الجزائر نجاحا آخر مثل «جنوب أفريقيا».
والسؤال الذي يطرح نفسه أين الرموز الوطنية والجهات السياسية والنقابات التي دائما وأبدا تدعم وتؤيد مظلومية الشعب الفلسطيني، لماذا لا تشكل مجموعات من رجال القانون وتدعهم يذهبون إلى محكمة العدل الدولية حتى هذه اللحظة؟
لقد مهدت لنا «جنوب أفريقيا» الطريق وما علينا إلا أن نتبعه، حتى نضعف عدونا المتحكم بالرأي العام العالمي والإعلام المؤثر في دول كثيرة.
والمؤلم بالأمر أيضا أنني علمت من شخصية فلسطينية مرموقة أن عدد من الحقوقيين الفلسطينيين منذ وقت طويل أرادوا رفع قضية في محكمة العدل الدولية، وما أن علمت السلطة الفلسطينية بأمرهم حتى قامت بمعاقبتهم وتهديدهم.
وكانت الحجة في حينها حسب ما أعلنت السلطة الفلسطينية «أن هناك مصالح مشتركة يجب عدم المساس بها»!
كذلك بالإمكان الآن عمل «حلف دولي قانوني» مع دول كثيرة داعمة للقضية الفلسطينية خصوصا عند دول أفريقية ودول في أمريكا اللاتينية، والتوجه نحو محكمة العدل الدولية لتوجيه صفعة مؤلمة لهم.
لأن أعداءنا عبر عدة عقود مضت كانوا يحرصون على جعل صورتهم ناصعة وأنهم مظلومين وضحايا لا حول ولا قوة لهم، وهذه الصورة المزيفة يجب أن نعمل على فضحها بشتى السبل، وقد يسألني الكثيرون وماذا سوف نستفيد بعد ما أن نحقق هذا؟
جوابي هو: ببساطة أن بعد كشف أعداءنا سوف يتساقط داعميهم في دول كثيرة، لأن شعوبهم لن تنتخبهم وتختارهم مرة أخرى لأنهم واقفين مع كيان مجرم معدوم الانسانية والاخلاق يمارس كل يوم حملات للإبادة الجماعية.
وعدونا من دون دعم مادي ودبلوماسي وعسكري من دول عدة يصبح من دون عمود فقري، أي أنه سوف يتحول إلى جسد عاجز عن الحركة.