مقالات

د. حلمي الفقي يكتب: الجانب المضيء لطرد المسلمين من الأندلس!

فتح المسلمون الأندلس في العام 92 هـ الموافق 711 م، وتم طردهم منها في العام 897 هـ الموافق ١٤٩٢م، بعد حوالي ثمانية قرون، وكان فتح الأندلس نصرا عظيما للمسلمين، وشاهدا عمليا على رقيهم وإنسانيتهم وحضارتهم، وكان طردهم خسارة للإسلام والمسلمين ولا شك.

ولكن كان لطرد المسلمين من الأندلس جوانب مشرقة وشهادة واقعية ودلائل قوية على عظمة الإسلام وإنسانية حضارة المسلمين وحرص الإسلام والمسلمين على تحقيق الحرية والعدالة للإنسانية كلها برها وفاجرها مسلمها وكافرها، ولم ولن تجد ذلك إلا في الإسلام فكيف ذلك وما السبيل لمعرفة هذه الحقيقة التي تبدو عكس الظاهر.

أقول مستمدا من الله العون والسداد والهداية والرشاد:

أولا:

كان فتح المسلمون للأندلس فتحا ولم يكن احتلالا، ويدل على ذلك أدلة لا تعد ولا تحصى منها

1 – أن فاتح الأندلس طارق بن زياد في العام 92 هـ = 711 م لم يكن معه من الجنود سوى سبعة الاف مجاهد وكان سكان الأندلس أو شبه جزيرة ايبريا أكثر من عشرة ملايين نسمة.

2 – ثبت بالدليل أن أهالي الأندلس هم من أرسلوا الى موسى بن نصير يستغيثون به لتخلصيهم من ظلم لذريق وقبائل القوط.

3 – لم يرتكب المسلمون مجزرة واحدة ولم يثبت عنهم أنهم قتلوا امرأة واحدة أو طفلا واحدا أو حتى رجلا واحدا لا يقاتل، ولم يقتل المسلمون إلا من تعرض لهم بقتال.

4- دخل المسلمون الأندلس (اسبانيا والبرتغال) وهي بلد متخلفة في كل مجالات الحياة وحين تم طرد المسلمين كان أهل البلد يتمتعون برقى وتمدن في كل مجالات الحياة بفضل حضارة المسلمين وعدالتهم.

ثانيا:

كان طرد المسلمين من الأندلس بعد ثمانية قرون من فتحها دليلا على أن الإسلام دين العدل والحرية لكل الإنسانية المسلم والكافر على السواء ويدل على ذلك:

1- ظل سكان البلاد الأصليين على دينهم النصارى واليهود لمدة ثمانية قرون ولم يجبرهم أحد على الاسلام، مما يعد دليلا دامغا من أدلة لا تعد ولا تحصى على دحض ووأد فرية أن الاسلام انتشر بحد السيف.

2- بعد ثمانمائة عام يتمكن سكان البلاد الاصليين من طرد المسلمين في حين أن هؤلاء البشر هم هم أنفسهم بعد أن دخلوا أمريكا بأقل من ثمانين عاما كانوا قد قتلوا الهنود الحمر وأفنوهم عن بكرة أبيهم وقتلوا منهم ما يزيد على المائة مليون نسمة.

3- كانت هذه بعض الجوانب المشرقة لطرد المسلمين من الأندلس والتي تثبت بالدليل القاطع أن الاسلام دين يفرض على معتنقيه العدل والحرية للإنسانية كلها، وأن الاسلام هو أمل الإنسانية الوحيد في تحقيق العدل والامن والحرية لكل الإنسانية.

د. حلمي الفقي

أستاذ الفقه والسياسة الشرعية المشارك بجامعة الأزهر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى