مقالات

د. حلمي الفقي يكتب: حجاب المرأة المسلمة.. فخرٌ وتطهّر وتقدُّم وتحضّر

فرض الإسلام على المرأة ارتداء الحجاب، بنص القرآن الكريم والسُّنّة المطهرة، وإجماع علماء الأمة، فيجب على المرأة ستر جميع بدنها عدا الوجه والكفين بثياب واسع يستر حجم الجسد ولون البشرة، كما يعبر الفقهاء بقولهم يشترط في الساتر أن يكون ثوبا واسعا لا يشفّ ولا يصف،

ومضت الأمة الإسلامية عبر القرون المتطاولة، والأزمنة المتعاقبة، ممتثلة أمر ربها بكل رضا وسرور، فكان المجتمع المسلم يبادر من تلقاء نفسه إلي الحشمة والوقار، والعفة والطهارة، وكانت المرأة المسلمة ترتدي الحجاب الذي أمر به اللهُ عز وجل وهي سعيدة بامتثال أوامر الله سبحانه وتعالي، فخورة باجتناب نواهيه،

وكان ذلك قبل كل البلدان والأزمان، بلا أي غضاضة ولا تذمّر من جانب المجتمع المسلم، وكانوا يرون في الحجاب عفة وطهارة للمرأة المسلمة، بل للمجتمع كله، وكان ثياب المرأة المسلمة وتحجّبها عن أعين الرجال الأجانب سببا رئيسا في نشر الطهارة والفضيلة في المجتمع كله، ولا أكون مبالغا إن قلتُ: كان سببا رئيسا في محاربة الرذيلة في الدنيا كلها،

ويبدو هذا الأمر واضحا جليا، فيما آلت إليه الأمور في أوربا، وأمريكا بشقّيها الشمالي والجنوبي، بل في كل الدول غير الإسلامية في العالم كله، فقد انتشر فيها الأطفال غير الشرعيين بطريقة مرعبة، حتى فاقت نسبتهم مؤخرا الأطفال الشرعيين في كثيرٍ من الدول في أوربا وأمريكا، وهذا ما تؤكده الإحصائيات الصادرة عن مراكز أبحاث متخصصة في هذه الدول،

وبات هذا الأمر واضحا للعيان لا يحتاج إلي برهان، فقد وصلت نسبة الأطفال غير الشرعيين في آيسلندا 67%، وفي فرنسا زادت النسبة عن 60 %، وفي بريطانيا وصلت نسبة الأطفال غير الشرعيين 60% من عدد مواليد الأطفال هناك،

إن زيادة الأطفال غير الشرعيين فى أي مجتمع خطر شديد يهدد المجتمع والدولة، ويسبب الكثير من المشاكل الخطيرة، ليس أقلها ارتفاع نسبة الجريمة بكل أشكالها، وضرب الأمن والأمان داخل المجتمع والدولة في مقتل خطير،

ونظرة سريعة إلي مؤشر الجريمة العالمي، في جرائم مثل: الاغتصاب والتحرّش، تجد أن جرائم الاغتصاب في الدول غير الإسلامية فاقت كل الحدود، والبديهي والواضح جدا في إحصائية أعلي دول العالم في جرائم الاغتصاب؛ عدم وجود دولة مسلمة واحدة في الدول العشر الأُوَل في أي قائمة لجرائم الاغتصاب لأي مركز أبحاث فى العالم،

والأسباب كثيرة: من أهمها على الإطلاق هو ارتداء الحجاب في الدول الإسلامية،

فارتداء الحجاب في الدول الإسلامية سببا واضحا وجليا لنشر الفضيلة ومحاربة الرذيلة والجريمة بكل أشكالها.

 فعلي المرأة المسلمة أن تلبس الحجاب الذي أمر به اللهُ عز وجل، وكلها فخر أن هذا الحجاب سببا لسعادتها في الدنيا والآخرة

وعلي هذا فهي لا تستحي من لباسها، بل يغمرها الفرح، والارتياح، والسرور، بأن الحجاب الذي أمر به رب العزة في كتابه الكريم هو لمصلحتها فى الدنيا قبل الآخرة

وعلى كل الغوغاء الذين يهاجمون الشريعة الإسلامية الغراء منبهرين بحضارة الغرب الزائفة التي دمرّت أكثر مما عمّرت، وأضرّت أكثر مما نفعت، أن يعلموا الحقيقة التي باتت أوضح من الشمس في رابعة النهار: أنه لا صلاح للبشرية إلا بامتثال أمر ربها في كل أمورها، صغيرها وكبيرها، حقيرها وخطيرها علي السواء.

قال تعالي: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ} (طه: 124)

فالخلق عيال الله، والله تبارك وتعالي لا يريد إلا مصلحتهم في العاجلة والآجلة، وكل التشريعات في دين الله، لا مصلحة منها إلا كرامة العبد وسعادته، في الدنيا والآخرة حتي وإن خفيَ علي المرء هذه الكرامة، وتلك السعادة في بعض أوامر الشرع ونواهيه،

ولا نستغرب حين نرى من هذه الشرذمة المحاربة لدين الله مهاجمة شرع الله، لأنهم لا يريدون خيرا للمسلمين ولا للبشرية، وهؤلاء يكرهون الطهر والعفاف، ويريدون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا،

لذا فهم يحاربون كل دعوة للطهر والنقاء والارتقاء بالإنسانية.

د. حلمي الفقي

أستاذ الفقه والسياسة الشرعية المشارك بجامعة الأزهر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights