د. ربيع عبد الرؤوف الزواوي يكتب: أمهاتنا.. الدعوات المنظومات!

اتصل بي صديق حبيب إلى قلبي من إحدى محافظات الصعيد مهنئًا إيّاي بقدوم شهر رمضان المبارك.. ثم قال: الوالدة عاوزه تسلم عليك وتبارك لك دخول الشهر الكريم..

وبعد السلام والسؤال عن الأحوال والصحة؛ انطلقت أُمّنا الفاضلة -بلا تكلّف- في منظومة من الدعوات الجميلة التي تطرب لها الآذان، وتنشرح لها النفوس، والتي جمعت فيها من خيري الدنيا والآخرة الشيء الكثير.. وأنا أؤمن عليها فرحًا ومتعجّبًا..

سبحان الله! دعوات بسيطة يسيرة لم تتلعثم أُمُنا الفاضلة في حرف أو كلمة فيها، مرتبةً إيّاها ترتيبًا منطقيًا جميلًا، لا تصدق أنها من امرأة عادية من أمهاتنا اللائي لم يحظين بتعليم عال ولا شهادات جامعية، ولا عرفن تنميق الكلام ولا تزيين المواقف..

تشي تلك الدعوات الجميلات بأمومة مستكنّة، وحنان متدفّق، وطيب في النّفس، ورقّة في المشاعر، وجمال في الطّبع، ورحمة في القلب..

وددتُّ -والله- لو أني حفظت هذه الدعوات، بهذا الترتيب، أو شيئًا منها.. وأظننا جميعًا ما منا من أحد إلا سمع من أمّه أو خالته أو جدّته طرفًا من هذه الدعوات الجميلات.

أُمّنا الفاضلة هذه؛ هي نفسها التي كتبت عنها منشورًا منذ أكثر من عامين؛ كانت في الحج.. في قصة الرؤيا التي رآها ابنها لها وهي في الحجّ في أيام مِنَى؛ أنها رجعت من الحج وقد ألّفت كتابًا في الحديث، وأنه جاءني به كي أراجعه قبل طباعته!

جزى الله أمهاتنا الفضليات عنّا خير الجزاء.. ورحم الله من مات منهنّ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights