د. ربيع عبد الرؤوف الزواوي يكتب: أي صفوت فيهما؟!
في عام ١٤٢٠ هجري، الموافق عام ١٩٩٩ الميلادي؛ كتبت مقالا طويلا بعنوان (بين التوحيد وتقبيل الأعتاب) أردّ فيه على المولد الذي أُقيم في أول ذكرى لوفاة واحد من الشيوخ المشاهير كان قد مات قبلها بعام واحد..
وكان قد تملّكني الغضب واستبدّ بي الألم بسبب ما تواتر وقتها في عدة تحقيقات صحفية في عدة صحف ومجلات حول هذا المولد.. لا سيما ما ذُكر بشأن المقصورة الشاهقة التي بُنيت عند قبره رحمه الله، وما وُجد في المولد من مخالفات شرعية..
تمكن بعض الفضلاء وقتها من نشر المقال في كتيب صغير ووزّع منه كمية في بلد الشيخ صاحب المولد رحمه الله.. فخشيت من ردة الفعل..
وكان بعض الناس قد نصحوني بعدم نشر المقال؛ خوفا من ردة فعل بعض الناس ممن يجهلون حقيقة الأمر..
بعد فترة بعثت بالمقال أو بنسخة من الكتيب لإدارة مجلة (التوحيد) في قولة بالقاهرة مع أحد الفضلاء؛ لعله يُنشر في أحد أعدادها الشهرية..
وفي أحد الأيام بعد أن رجعت إلى البيت؛ أخبرتني صغيرتي باتصال هاتفي على المنزل قائلة: بابا.. عمو صفوت الشريف اتصل بك!
قلّبت الكلام في رأسي يمينا وشمالا؛ ماذا يريد مني صفوت الشريف؟ ومن أنا أصلا حتى يتصل بي صفوت الشريف؟ وكان في أوج سطوته وسلطته آنذاك!
ولما مضت الأيام ولم يحدث مكروه.. قلت لعل صغيرتي سمعت اسم المتصل بالخطأ.. وقد تذكرت مجلة التوحيد.. فقلت لها: هل المتصل اسمه صفوت الشريف أم صفوت الشودافي؟ قالت: أيوه.. هو الشودافي يا بابا!
كان المتصل هو فضيلة الشيخ صفوت الشوادفي رحمه الله؛ وكان رئيسا لتحرير مجلة التوحيد وقتها.. وكنت قد وضعت على الظرف المرسل إلى مجلة التوحيد رقم هاتف المنزل؛ فلم تكن الهواتف المحمولة قد انتشرت بعد..
مات فضيلة الشيخ صفوت الشوادفي بعدها في حادث سير على ما أتذكر.. ولا أدري إلى هذه الساعة ماذا كان الشيخ رحمه الله يريد؟ وهل نُشر مقالي ذاك بالمجلة أم لا؟
رحم الله الشيخ صفوت الشوادفي وجمعنا به في جنته ودار كرامته..
وكان مما أثلج صدري بعد ذلك بفترة ما أخبرني به أحدهم أنه دخل مسجد الفتح بحي مصطفى كامل بالإسكندرية ذات ليلة منذ فترة طويلة؛ فوجد الشيخ سعيد عبد العظيم يقرأ من كتيب (بين التوحيد وتقبيل الأعتاب) في أحد دروسه الأسبوعية أيامها على الحاضرين بالمسجد.. فجزاه الله خيرا.