كنت من شدة الألم في اليومين الماضيين، وقد استحكم بي الحزن واستبد اليأس؛ قد فقدت الأمل إلّا في الله سبحانه وتعالى، فهربت إليه جلّ وعلا، واستنجدت بلطفه ورحمته، واستلهمت من ذكره تعالى والتضرّع إليه، ما انجبر به الكسر والتأم به الجرح واجتمع معه الشمل، ووجدت نفسي بعد عناء؛ فالحمد لله رب العالمين.
ففي ساحة ذكر الله ودعائه والتضرّع إليه ما يجمع شتات القلب وقلق النفس وعطش الروح وخوف الفؤاد.. فالحمد لله رب العالمين..
فالبلد العظيم مصر وقلقنا على مستقبله، بما وصلنا إليه من سلوكيات مجتمعية عجيبة ومظاهر سلبية لا تخفى على أحد؛ معظمها يتم نقله بالصوت والصورة، بَلْهَ ما خفي؛ وما خفي أعظم.. فقد تعرّضت بلدنا من قبل للكثير من ذلك ثم نهضت، ونهض هذا الشعب العظيم، وسينهض إن شاء الله بشبابه والمخلصين فيه ولا شك..
وقد تذكرت فيما تذكرت ودار في ذهني ما صدح به الشيخ إمام عيسى في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي من كلمات المشاغب أحمد فؤاد نجم يبث الأمل في وجدان المصريين؛ يصوّر لهم من هي مصر؟ في كلام بسيط لكن معناه كبير، وهو حق لا يشك فيه أحد؛ فيقول:
مصر يا امّه يا بهية
يامُ طرحة و جلابية
الزمن شاب و انتِ شابة
هو رايح و انتِ جاية
جايه فوق الصعب ماشية
فات عليكِ ليل ومِيَّه
و احتمالك هو هو
وابتسامتك هيَّ هيّة