مقالات

د. ربيع عبد الرؤوف الزواوي يكتب: ترويحة بين إمامين جليلين

في القرن التاسع الهجري؛ كان الفقيه والقاضي الحنفي الكبير بدر الدين العيني رحمه الله يدرّس في مسجد لمؤيد بالقاهرة؛ والإمام العيني هو صاحب عمدة القاري في شرح صحيح البخاري..

في نفس الوقت الذي كان الحافظ الكبير قاضي القضاة ابن حجر العسقلاني رحمه الله يدرّس في الجامع الأزهر والإمام ابن حجر رحمه الله هو صاحب فتح الباري في شرح صحيح البخاري،

وكان بينهما ما هو معروف ومشهور من التنافس والمناظرة في العلم ومسائل الفقه؛ فابن حجر رحمه الله شافعي المذهب، والعيني رحمه الله حنفي المذهب.

وحدث أن مالت -أو انهدمت- مئذنة مسجد المؤيد الذي كان يدرّس فيه العيني رحمه الله، فكتب ابن حجر رحمه الله بيتين من الشعر يقول فيهما:

لجامع مولانا المؤيد رونق ♦♦♦ منارته بالحسن تزهو وبالزَّينِ

تقول وقد مالت عن القصد: أمهلوا ♦♦♦ فليس على جسمي أضرّ من العَيْنِ

فغضب الشيخ بدر الدّين العيني وظنّ أن ابن حجر يعرّض به، فاستعان بـ النّواجي الأبرص فنظم له بيتين معرّضا فيهما بابن حجر، وأرسلهما العيني لابن حجر؛ يقول فيهما:

منارة كعروس الحسن إذ جليت ♦♦♦ وهدمها بقضاء الله والقَدَرِ

قالوا أصيبت بعينٍ قلت ذا غلطٌ ♦♦♦ ما أوجب الهدم إلّا خِسَّة الحَجَرِ

رحم الله الإمامين الجليلين، بصرف النظر عن صحة أو ثبوت تلك القصة أو عدم ثبوتها؛

فهي لا تثبت حكمًا ولا تنفيه، ولا هي في عقيدة أو في تفسير آية أو صحة حديث شريف أو ضعفه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights