د. ربيع عبد الرؤوف الزواوي يكتب: في رحاب لفظ «هَلُمَّ» في القرآن
قال لي صاحبي: ما معنى (هَلُمَّ) المذكورة في القرآن؟
ثم قال: وأكيد انت عارف (الهَلُمّة) عندنا يعني إيه؟
وبعد أن أجبته قال: رجاء أن تكتب في هذا الأمر؛ لعل بعض الناس يستفيدون.
وهَئَنَذا أفعل ما رجاه مني.. فأقول:
جاءت (هَلُمَّ) في القرآن في سورة الأنعام في الآية ١٥٠ في قوله تعالى: (قُل هلُمَّ شهداءَكم الذين يشهدون أنّ الله حرّم هذا) ومعنى (هَلُمَّ شهداءَكم) أي: أحضروا شهداءكم.
ولفظ (هَلُمَّ) اسم فعل ممنوع من الصرف عند الحجازيين.
وتكون (هَلُمَّ) متعدية كما في الآية التي تقدمت، وتكون لازمة كما في قول الله تعالى في سورة الأحزاب الآية ١٨: (هَلُمَّ إلينا) ومعناها: تعالوا إلينا، أو احضروا إلينا..
وأما أصل اللفظ (هَلُمَّ) عند اللغويين:
👈 فعند البصريين أصلها: (هَا لُمَّ) مِن لَمَّ إذا قَصَدَ الشيء أو الأمر، ثم حُذفت ألف (ها) لتقدير السكون في اللام في (لُمَّ) لأنه الأصل؛ فصارت: (هَلُمَّ) كما ترى.
👈 وعند الكوفيين أصلها: هَلْ أُمَّ؛ ثم حذفت همزة (أمّ) وأُلقيت حركتها على لام (هل) فصارت (هَلُمَّ) وهذا بعيد؛ لأن (هل) لا تدخل على فعل الأمر.
وها أنت ترى أن (الهَلُمّة) التي تقولها العامة ليست ببعيدة عن المعنى المراد من لفظ هَلُمَّ؛ فالهَلُمَّة هم مَن يحضرون مجتمعين؛ كأنهم قيل لهم: (هَلُمَّ) فحضروا.