د. ربيع عبد الرؤوف الزواوي يكتب: في رحاب شهر ذي القعدة

– قال: سمعتك تحدّث صاحبك أمس في الهاتف عن فضائل شهر ذي القِعدة.. ولم أفهم الموضوع..
– قلت: لم أتحدث عن فضائل شهر ذي القَعدة؛ إنما تحدثت عن خصائصه..
– قال: الأول هي اسمها القِعدة والا القَعدة؟!
– قلت: القَعدة بفتح القاف أصحّ من وجهة نظري..
– قال: يا سلام!
– قلت: نعم؛ القَعدة؛ من قَعد قَعدة.. نقول: قعد قَعدة وليس قِعدة، فالفتح أفصح من وجهة نظري..
وقد سُمّي بذلك؛ حيث كانوا قديما يقعدون فيه على ظهور الإبل مسافرين للحج.. أو لقعودهم في رحالهم وتركهم القتال فيه لأنه من الأشهر الحُرُم.
– قال: وهي أيه بقى الخصائص دي؟
– قلت: خصائص شهر ذي القَعدة ثلاث:
الخصيصة الأولى:
أنّ شهر ذا القَعدة هو الثلاثون ليلة التي واعد اللهُ سبحانه نبيَه موسى عليه السلام؛ قال مجاهد في قوله تعالى: (وواعدنا موسى ثلاثين ليلة) قال: ذو القَعدة (وأتممناها بعشر) قال: عشر ذي الحجة وبذلك كَمُل الميقات يوم النحر وفيه تكليم موسى عليه السلام وإكمال الله الدين (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا).
الخصيصة الثانية:
أنه من أشهر الحج التي قال الله تعالى فيها (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ) قَالَ ابْنُ عمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَشْهُرُ الحَجِّ شَوَّالٌ وَذو القَعْدَةِ وَعَشْرٌ مِنْ ذِي الحَجَّةِ.
الخصيصة الثالثة:
أنّ عُمْرَات النبيّ صلى الله عليه وسلّم كلها كانت في ذي القعدة وهي أربع عمرات؛ عمرة الحديبية، وعمرة القضاء، وعمرة الجعرانة عام الفتح، وعمرته في حجة الوداع.
– قال: تمام تمام.. طيّب؛ ألاقي الحاجات دي فين؟
– قلت: تلاقيها في كتاب لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف لابن رجب رحمه الله..