د.زينب عبد العزيز: الديانة الإبراهيمية مخطط غربي فاتيكاني يستهدف الإسلام
كتب: علي عليوه
في دراسة للدكتورة زينب عبد العزيز استاذ الحضارة الفرنسية بالجامعات المصرية عن «الديانة الإبراهيمية» التي يتم الترويج لها منذ فترة تحت شعار وحدة الأديان وخطورة هذه الدعوة علي العقيدة الإسلامية تقول:
تحت هذا العنوان الشديد الوضوح في استفزازه نشرت مجلة “الفلسفة” الفرنسية يوم 28/3/2021 مقالا مطولا بقلم أوكتاف لارمانياك ـ ماترون، يبدأ من النهاية قائلا: “بيت الوحدة سيفتح أبوابه في برلين يوم 27 مايو 2021”.
والهدف من هذا البيت؟ أن يتم جمع أماكن عبادة الديانات التوحيدية الثلاثة من أجل تفعيل لعبة الحوار بين الأديان.. والمشروع يطرح سؤال: الإله الواحد لليهودية والمسيحية والإسلام أليس ـ في واقع الأمرـ نفس الإله؟
ويتساءل الكاتب: تري كم من فليسوف اهتم بتوضيح أنه من الممكن أن ننفتح على الإله الواحد، المتفرد، دون المرور بتراث ديني معيّن، بل ودون أن نقول يهودي، مسيحي أو مسلم. وهو ما يعني تقليل (أو حتى إلغاء) الاختلافات بين العبادات لصالح ما يجمع بينها؟
ثم يتساءل بنفس الخبث: هل لليهود والمسيحيين والمسلمين نفس الإله؟
مغالطات عقدية
ويجيب الكاتب علي السؤال الذي طرحه كعنوان فرعي بأنه سؤال شائك، إذ ان كلا من الرسالات التوحيدية لا تتبع نفس الطريقة في طقوسها ولا نفس النصوص ولا نفس عملية الكشف.
لكن على الرغم من هذه الإختلافات فثلاثتها ترجع إلى إله ابراهام، ثم يضيف موضحا: ان المسيحية تعترف كلية بتعاليم العهد القديم، وإن الإسلام يعترف بالمسيح وموسى كأنبياء.
وخاصة أن ثلاثتهم يؤكدون وجود إله واحد (قدير، خالق، لا نهائي وشديد الطيبة)، وبسبب وحدانيته فإن هذا الإله لا يمكن إلا أن يكون واحدا، أليس ذلك ما يمثل قلب الرسالات الثلاثة؟
وتناسي سيادته توضيح أن اليهودية حادت عن مسارها في التوحيد وعادت لعبادة العجل؛ وأن السيد المسيح، اليهودي الأصل، قد ثار لما تم في اليهودية من تحريف.
وامتدت هذه المعارك التي تمخضت عن ديانة جديدة ظلوا ينسجونها حتي مجمع نيقية، سنة 325، الذي جمعه قسطنطين ليتم تأليه السيد المسيح، ثم ابتداع الثالوث وفرضه في مجمع خلقيدونيا 381.
دور الفاتيكان
ويسارع الكاتب بنفي ان الهدف هو تذويب الإختلافات التي بين هذه الرسالات وإنما لدفعها إلى الحوار معا، على حد قول المسؤولين عن المشروع والذين يبحثون عن تطبيق أقوال بابا الفاتيكان فرانسيس في الحوار العملي بين الأديان.
فالإختلافات التي بينها لا يجب أن تمنعها من الحوار ومن إدراك القيم المشتركة التي تتقاسمها.
وهنا لا بد من الإشارة إلي أنه من قوانين لعبة الحوار بين الأديان عدم المساس بالمسيحية، أي ان كل التنازلات متعلقة بالإسلام والمسلمين.
ويشير الكاتب إلي “أنه يمكن الانفتاح على الإله الواحد دون الإلتفاف حول التعاليم المنزلة”، وهذه الجملة وحدها ـ إضافة إلى كل ما قبلها وما بعدها تكشف عن الهدف الذي يتطلعون إليه.
فالتعاليم المنزلة تتعلق بالإسلام وحده، أما الرسالتان السابقتان فمعروف وثابت أنها من تأليف وتكوين وترقيع البشر عبر معارك طاحنة، بل قاتلة فيما بينهم.
بل إن نصوصها تتغير وتتبدل حتى يومنا هذا وفقا للظروف بل ومن طبعة لطبعة.
ثم يتطرق الكاتب إلي توضيح كل ما يميز الرسالات الثلاثة، وإن أهم هذه الصفات هي عالميتها، مع توضيح أهم صفات كلا منها، والإشارة إلى أن هذه الإختلافات ترمي إلي التوجه إلي الرب مباشرة والتحرر من كل التفاصيل التي تتضمنها النصوص.
حتى إن كان لكل منها مدخلها العقلاني، والزاهد، والتفسيري الذي يعتمد على التراث، وينتهي المقال بعناوين ست مقالات أخري متعلقة بنفس الموضوع!
تناقض في الطرح
وبالبحث في الرابط الذي يبدأ به هذا المقال، يتبين من المقال الجديد أنه منشور بمجلة “ناشيونال جيوغرافيك”، بقلم مهدي بن مخلوف، بتاريخ 3 مارس 2021.
تحت عنوان “البيت الواحد: مكان للتعبد بين المسيحيين واليهود والمسلمين في برلين”.
ونطالع تحت العنوان مباشرة: “حجر الأساس للبيت الواحد سيتم وضعه يوم 27 مارس 2021 القادم في العاصمة الألمانية.
وسوف يتضمن هذا المبني المتعدد الأديان معبدا يهوديا ومسجدا وكنيسة، وسوف تمتد عملية البناء أربع سنوات”
وهنا لا بد من التساؤل حول التناقض الواضح بين الإفتتاح، في المقال السابق، ووضع حجر الأساس في المقال الحالي!
ويقول رولان شتولت، رجل اللاهوت المسيحي ومدير مؤسسة بيت الواحد: “إننا نعمل منذ عشر سنوات معا لتحقيق هذا المشروع للسلام بين الأديان”.
ويساند المشروع قادر سانسي، والراعي جرجور هوبرج والحاخام أندرياس تشاما.
التمويل الغربي للمخطط
أما الفكرة الرئيسية كما يزعمون فهي: “أن يمكن لكل مؤمن أن يمارس عقيدته ونحن مجتمعون، كما أننا نتطلع إلى أحداث مشتركة منها:
صلاة سلام متعددة الديانات، والاحتفال معا بالأعياد الدينية، والتزاور أثناءها، وزيارات لمدارس ثلاثية الأديان، أو موائد مستديرة”.
ويعرب رولاند شتولت عن اندهاشه من المساندة التي تلقوها لهذا المشروع منذ 2014، والمبني سيتضمن كنيسة مستطيلة، ومعبد يهودي سداسي الأضلاع، ومسجد مربع، وقاعة للقاءات.
وقد تم جمع عشرة ملايين يورو، والمشروع سوف يحتاج إلي سبع وأربعين مليونا، ويوضح شتولت أنهم “يتلقون الإسهامات من حوالي ستين دولة.
زاعما أنه مشروع يمكنه إلهام جماعات أخري في العالممضيفا بأنه في بانجي وتبليسي وحيفا تقام مشاريع مماثلة خطوة خطوة وحَجَرة حَجَرة.
مضيفا بأنها مشاريع تقام بالتعاون من أجل السلام والتفاهم في عالم الأديان، وسيمكن للأتباع عبور أبواب بيت الواحد في 2025″.
التخفي وراء مصطلح الأخوة الإنسانية
ولو تأملنا كل ما تقدم، وإن الفكرة التنفيذية بدأت منذ عشر سنوات، تخللتها الوثيقة المجحفة الخليط والأهداف ضد الإسلام والمسلمين، التي تتخفي وراء مصطلح خادع هو “الأخوة الإنسانية”.
وتم بناء مجمع البيت الإبراهيمي في أبو ظبي،بدولة الإمارات والذي لم يرد ذكره في هذين المقالين، بل وبداية بناء كنائس سراً أو تحويل منازل إلي كنائس في البلدان المحيطة بالمملكة السعودية.
التي بدأت بكل أسف تفتح ذراعيها للإنفلات الغربي، لعله توطئة لتنفيذ مطلب البابا الراحل يوحنا بولس الثاني الذي أعلن: “تكفيهم مساحة الحرمين بأسوارها وباقي الأرض لا بد وأن تُرشق بالصلبان والكنائس”.
وهو ماورد في كتاب “الجغرافيا السياسية للفاتيكان”، لأدركنا ما نحن مساقون إليه من مخاطر تتم خطوة خطوة.
ألم يحن الوقت بعد، ورغم كل ما يدور في العلن، ليفيق المسلمون وخاصة المسئولون منهم عن الإسلام.
بدلا من ذلك الصمت الأصم الذي يحيط بالجميع تقريبا، بينما الأيادي العابثة الهادمة تتقدم خطوة خطوة.. وتهدم حجرة حجرة.. فلا يعنيها الزمن؟
الدكتورة زينب عبد العزيز :
– د.زينب عبد العزيز أول مسلمة تترجم معاني القرآن الكريم للفرنسية،وهي شاعرة وأول فنانة تشكيلية تحصل على جائزة الفنان العالمي “فان جوخ”.
-وهي أستاذة الحضارة الفرنسية والأدب الفرنسي في جامعة القاهرة. رصدتُ أخطاء الترجمة الفرنسية لمجمع الملك فهد للقرآن .
-وقامت كل من جامعة المنوفية وجامعة الزقازيق على التوالى، بترشيحها لنيل جائزة الملك فيصل في مجال علوم خدمة الإسلام لعام 2000 و2003.
وفنّدتُ أكاذيب المستشرقَين أمثال “جاك بيرك” و”شوراكيه” وكشفتُ تحريفهم لمعاني القرآن الكريم وإعادة ترتيب سوره والعَيب في الذّات الإلهية.