د. سامي الشريف : أفضل احتفال بميلاد النبي هو التأسي باخلاقه واتباع سنته

الأمة:      في ذكرى مولد خير الأنام صلى الله عليه وسلم  ..نظمت رابطة الجامعات الإسلامية بالتعاون مع جمعية الإعجاز العلمي المتجدد، احتفالية بعنوان: ” نبي الرحمة..مربيا ومعلما “،وذلك بمقر الجمعية في القاهرة

وقد أكد الأستاذ الدكتور سامي الشريف الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية أن المدقق لتكرار ذكر  الأنبياء في القرآن الكريم يجد أن من ذكروا هم 25 نبيا فقط.

 وكان أكثرهم تكرارا هو سيدنا موسى حيث ورد ذكره 136 مرة ،وذكر سيدنا إبراهيم 69 مرة بينما ذكر سيدنا نوح 43 مرة..في حين  كان ذكر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من أقل  الأنبياء ذكرا .حيث ذكر اسمه صراحة أربع مرات باسم “محمد ” وذكر مرة واحدة باسم ” أحمد “.

وأوضح أن قلة عدد تكرار اسم الرسول صلى الله عليه وسلم هو لحكمة إلهية .مضيفا بأنه عندما ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم فإنما ذكر  بصفته ” يا ايها النبي “، ” يا أيها الرسول”.

 ولم يذكر اسمه مجردا بل ذكر منسوبا إلى الله عز وجل ،  فقد قال الله تعالى: “وما محمد إلارسول “، و” رسول الله “. 

وقد جاءت الآيات لترفع من شأن نبينا صلى الله عليه وسلم ..فقد زكاه الله في بصره، وصدقه ، وخلقه ،وصدره..و من بين كل الأنبياء  خصه الله عز وجل  بهذه  التزكية. 

وأشار سيادته إلى أن الله سبحانه أرسل سيدنا محمد إلى الناس كافة ، ولم  يرسله إلى قوم محددين بل أرسله هاديا ومبشرا ونذيرا ورحمة للعالمين.

وبيّن الأمين العام  أن خلق الرسول صلى الله عليه وسلم كان حجة على أعدائه قبل أصحابه وفي ذروة الهجوم على الرسول صلى الله عليه، ومحاولة النيل منه لم يجرؤ أحد من أعدائه على أن يذم خلقه الكريم.

كما تطرق إلى  ما قاله المستشرقون غير المسلمين عن نجاحه، وبراعته الحربية وأخلاقه الكريمة، حيث  أنصفوه باعتباره مؤسس الحضارة الإسلامية وباعتباره قائدا ومعلما ومربيا . 

وفي ختام كلمته دعا الأمين العام الحضور إلى  ضروره اغتنام هذه الاحتفالية والذكرى العطرة ..ذكرى  مولد خير الأنام في التأسي به وبخلقه الكريم وبمعاملته الحسنة.

الاختلاف علي الإحتفال بميلاده صلي الله عليه وسلم 

بينما أكد  الأستاذ الدكتور إبراهيم الهدهد رئيس جامعة الأزهر الأسبق أن  الأمة الآن  منشغلة بكون هذا الاحتفال بدعة أم ليس ببدعة ؟ 

 وأوضح  الدكتور الهدهد أن المشكلة تكمن في تحديد ما إذا كان الاحتفال بدعة أم أن شكل الاحتفال هو البدعة؟ 

وأوضح أن كثيرا من العلماء الذين حرموا الاحتفال بالمولد النبوي قالوا: إنه  غير مشروع وأن النبي والسلف الصالح  لم يفعلوه. 

وأوضح أ.د “الهدهد ”  أنه عندما سئل  الرسول صلى الله عليه وسلم عن صيام يوم الاثنين قال :” ذلك يوم ولدت فيه “..فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحتفل  بيوم مولده الشريف.

مضيفا بأن الآية الكريمة تقول: ” قل بفضل الله وبرحمته فلذلك فليفرحوا ” وهنا معنى ” برحمته” المقصود بها هو الرسول صلى الله عليه وسلم ،لأنه “رحمة للعالمين”.. 

وكلمه فليفرحوا  تأتي بمعنى التجدد وليس الفرح الوقتي فقط ..إذا فهو أمر بالفرح برسول الله صلى وسلم ..هذا الفرح  يعد عبادة ..فالعبادة افعل أو لا تفعل. 

وأشار رئيس جامعة الأزهر الأسبق أن  الفرح برسول الله خير من الدنيا كلها ..لأنه عندما أفرح  بأحد فإنني أحب أن اتشبه به ..فما بالنا بالتشبه بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم . 

وردا على القائلين بأن  الاحتفال بذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم ” بدعة “.. فقد وجه لهم الدكتور إبراهيم الهدهد سؤالا:  

لماذا يقرأون القرآن  الآن في المصاحف الإلكترونية رغم أن الأمر لم يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم؟.داعيا إياهم بالرجوع إلى المصاحف القديمة غير المنقوط ،وغير المشكولة.

 كما وجه الدكتور الهدهد في ختام كلمته إلى ضرورة أن يعيش المسلم  منهج النبي صلى الله عليه وسلم ..وليس حياة النبي بحاذافيرها ..هذه الحياة  التي لا نستطيع أن نتحمل القشور منها.

الإعجاز العلمي في السنة النبوية ..

بينما تطرق الأستاذ الدكتور علي فؤاد مخيمر مؤسس جمعية الإعجاز  العلمي المتجدد إلى  ماهية الإعجاز العلمي في القرآن الكريم.وما أكده العلم الحديث لما ذكر في القرآن الكريم  والسنة النبوية من حقائق منذ ١٥٠٠  عام . 

موضحا أن العديد من التوجيهات النبوية الشريفة قد لا نفهم المغزى منها، لكن العلم الحديث قد أكد مؤخرا  العديد من الحقائق والإشارات التي لها مدلولات صحية تؤكد أنها  تعود بالفضل على الإنسان.

ولعل من  بين هذه  الأمور ” فضل الوضوء “: فقد أثبت  العلم الحديث أن الوضوء له فضل كبير في إزالة  التوتر،فضلا عن  إزالة العديد من الشوائب والأمور  التي تضر بصحة الإنسان.. 

كما  أن  لجوء المسلم إلى  المضمضة الصحيحة في الوضوء والاستنشاق ثلاث مرات يجعله يقوم بالتنظيف الجيد للفم واللثه ،ويزيل العديد من التراكمات في أنفه وشوائب عالقة تضر بجهازه التنفسي .

مضيفا بأن  العلم الحديث قد أثبت أن النوم على الجانب الأيمن هو من أصح الأوضاع للنوم.. وهذا ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم منذ أكثر من 14 قرنا .

فالنوم على الجانب الأيمن  يريح الرئة ويجعل القلب يضخ بهدوء دون معاناة وكما أن الكبد يستلقي على الجانب الأيمن والمعدة تستلقي عليه بوضع مريح مما يجعل هذة الوضعية من أفضل الوضعيات.

 كما تطرق أ.د.مخيمر إلى  العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي أكد  على صحتها العلم الحديث مثل: النهي عن الوقوف أثناء  تناول الطعام أو الشراب.

وقد أثبت العلم الحديث أن الاكل وقوفا يتسبب في اصطدام الطعام بقعر المعدة،كما  يتسبب في عسر هضم وقرح  للمعدة .في حين أن الأكل أثناء الجلوس ينزل على جدار المعده بهدوء ولا يتسبب في مشكلات صحيه لها.  

وفي ختام كلمته أكد رئيس جمعية الإعجاز العلمي المتجدد على ضروره التأسي بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وتدبر  سنته..ومحاولة فهمها في ضوء الإعجاز العلمي والدراسات العلمية الحديثة.والاعتزاز بأن القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة قد أكدت ما أثبته العلم قبل قرون طويلة.

التربية بالقدوة ..

بينما أكد  الدكتور مظهر حماد عضو اتحاد المؤرخين  العرب أن  النبي صلى الله عليه وسلم كان أعظم معلم في التاريخ وأعظم “مربي بالقدوة” فقد كان مربيا  للإنسانية جمعاء.

فقد بنى صلى الله عليه وسلم  حضارة ما تزال قائمة إلى الآن.. كما بنى جيلا من الصحابة ورباهم بالقدوة والأمثلة على ذلك كثيرة .. وكان الصحابة يتعلمون من أقواله وأفعاله .

فقد كان صلى الله عليه وسلم  “خلقه القرآن”..أي أنه كان يترجم القرآن عمليا في حياته وليس مجرد تلاوة فقط.

..وفي ختام هذه الاحتفالية  تم التأكيد على ضرورة  التأسي بأخلاق خير الأنام واتباع هديه في أقواله وأفعاله.