الأمة: شارك الأستاذ الدكتور سامي الشريف الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي الذي تقيمه الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم بعنوان: (صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي )
وذلك صباح اليوم ١٢/اغسطس/٢٠٢٥،تحت رعاية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية ،وبرئاسة فضيلة الدكتور نظير محمد عياد مفتي الديار المصرية.
وفي تصريح خاص أعرب الأمين العام عن تقديرة العميق لاختيار موضوع المؤتمر الذي يتواكب مع ما يشهده عالمنا اليوم من تطورات تكنولوجية هائلة وغير مسبوقة ،فرضت نفسها وألقت بظلالها الكثيفة على مختلف مجالات الحياة ولم يعد التعامل معها اختيارا بل فرض عين،
وأكد سيادة الأمين العام إن المشاركة في هذا المؤتمر تأتي انطلاقًا من إيماننا العميق بأهمية تأهيل المفتي العصري القادر على التعامل مع قضايا الناس ،في ظل التحولات الرقمية الهائلة التي يشهدها العالم.
فالذكاء الاصطناعي لم يعد ترفًا تقنيًا، بل أصبح أداة مؤثرة في جميع مجالات الحياة، ومنها مجال الإفتاء الذي يحتاج إلى دقة، وعمق في الفهم، وحكمة في التطبيق.
مضيفا : لقد بات لزامًا على المؤسسات العلمية والدينية أن تتكامل جهودها لوضع الضوابط الشرعية والأخلاقية لاستخدام هذه التقنيات، بما يحفظ قدسية الفتوى ويصون ثقة الناس بها،
وفي الوقت ذاته يتيح الاستفادة من إمكانات التكنولوجيا في جمع المعلومات ،وتحليلها وتقديمها للمفتي بصورة تسهّل عليه إصدار الحكم الشرعي السليم.
كما أكد ، خلال كلمته في ورشة العمل التي جاءت بعنوان:”ضوابط استخدام الذكاء الاصطناعي في الفتوى بين الضرورات التقنية والضمانات الأخلاقية” ، أن توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال الفتوى يجب أن يخضع لضوابط أخلاقية وقيمية واضحة، تضمن الحفاظ على ثوابت الشريعة الإسلامية ومصداقية الخطاب الديني.
مبينا أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أداة مساندة في البحث والاستدلال وجمع المعلومات، لكنه لا يمكن أن يحل محل المفتي المؤهل علميًا وشرعيًا، نظرًا لارتباط الفتوى بفقه الواقع وفهم مقاصد الشريعة.
مشيرا إلى ضرورة وجود تشريعات وآليات رقابية تحكم التعامل مع التطبيقات الذكية في الإفتاء، منعًا للتوظيف الخاطئ أو استغلالها في نشر الفتاوى المتطرفة أو المغلوطة،
داعيًا المؤسسات الدينية والعلمية للتعاون في وضع معايير مهنية وأخلاقية تضمن الاستخدام الآمن والمسؤول لهذه التكنولوجيا.
وأوضح د. سامي أن رابطة الجامعات الإسلامية تؤكد دعمها الكامل لأية مبادرات أو مشروعات تجمع بين العلم الشرعي وأدوات العصر، حتى تظل الفتوى منارة هداية ورشاد، قادرة على مواجهة التحديات الفكرية والمجتمعية في زمن تتسارع فيه المعرفة وتتداخل فيه القضايا”.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه المشاركة تأتي في إطار حرص رابطة الجامعات الإسلامية على تعزيز التعاون مع المؤسسات الدينية والأكاديمية،
وبحث آفاق توظيف التقنيات الحديثة في خدمة الفتوى، بما يضمن الجمع بين أصالة المنهج الشرعي ومواكبة التطورات العلمية والتكنولوجية.