د. سامي خاطر يكتب: تزامن التصعيد على الحدود الاردنية السورية مع العدوان على غزة
ميليشيات نظام الملالي في سوريا تصعد في استهداف الأردن تزامنا مع العدوان على غزة
تشهد الحدود الأردنية السورية في الآونة الأخيرة تصعيداً في إطلاق النار من قبل ميليشيات موالية لنظام الملالي في سوريا، حيث استهدفت هذه الميليشيات مواقع عسكرية وأمنية أردنية عدة مرات، في محاولة لعرقلة جهود الأردن في مكافحة الإرهاب، وتزامن هذا التصعيد مع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ويرى مراقبون أن النظام الإيراني يسعى إلى استغلال هذا العدوان لتشتيت الانتباه عن جرائمه في سوريا، ومحاولة زعزعة استقرار المنطقة؛ ففي 25 ديسمبر 2023 استهدفت ميليشيات موالية لنظام الملالي موقعاً عسكرياً أردنياً في منطقة الرويشد الحدودية ما أدى إلى إصابة جنديين أردنيين، وكانت هذه الحادثة هي الحادثة الثالثة التي تستهدف المواقع العسكرية الأردنية في أقل من شهر، وقد سبقتها حادثتان في 18 و20 ديسمبر 2023 وعلى إثر هذه الحوادث أعلنت القوات المسلحة الأردنية أنها ستكثف إجراءاتها الأمنية على الحدود السورية واتخاذ الإجراءات اللازمة لردع أي اعتداءات على أراضيها.
الأهداف من التصعيد الإيراني
يعتقد المراقبون أن النظام الإيراني يسعى من وراء هذا التصعيد إلى تحقيق عدة أهداف منها:
زعزعة استقرار الأردن، ومحاولة الضغط عليه لوقف دعمه للسلطة الفلسطينية.
تشتيت الانتباه عن جرائمه في سوريا، ومحاولة إظهار نفسه كضحية للعدوان الإسرائيلي.
اختبار رد فعل المجتمع الدولي على استهدافه للأردن.
رد الفعل الأردني
أعلن الجيش الأردني أنه سيكثف إجراءاته الأمنية على الحدود السورية واتخاذ الإجراءات اللازمة لردع أي اعتداءات على أراضيه كما دعا الأردن المجتمع الدولي إلى إدانة هذه الاعتداءات واتخاذ إجراءات رادعة ضد النظام الإيراني.
الموقف الدولي
أدانت الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبية حادثة استهداف موقع عسكري أردني في منطقة الرويشد الحدودية، وطالبت هذه الدول النظام الإيراني بوقف استهدافه للأردن، واحترام سيادة الأردن.
ويتوقع مراقبون أن يستمر التصعيد الإيراني على الحدود الأردنية السورية في ظل استمرار النظام الإيراني في دعم الإرهاب في المنطقة، ويرى هؤلاء المراقبون أن على الأردن أن يستعد لهذه التطورات، وأن يكثف التنسيق مع الدول الإقليمية والدولية لردع أي اعتداءات إيرانية على أراضيه، وفي سوريا تستمر الميليشيات المختلفة في توجيه تهديدات أمنية للأردن،
ويمكن تصنيف الميليشيات المستخدمة في سوريا إلى عدة أقسام:
ميليشيات موالية لنظام ولاية الفقيه:
تتهم السلطات الاردنية باستهداف الأمن القومي الأردني من خلال الحدود مع سوريا، وقد اندلعت اشتباكات بين الجيش والمعنى بتوجيه هذه الميليشيات الإيرانية، وتواجه دولة الأردن تهديداً متزايداً من ميليشيات شيعية موالية لإيران، وتعمل هذه الميليشيات على زعزعة استقرار الدولة ونشر الفوضى في المنطقة.
أبرز هذه الميليشيات:
حزب الله:
هو جماعة مسلحة شيعية لبنانية موالية لإيران، وينشط حزب الله في سوريا والعراق ولبنان، ويدعم حركات مقاومة في دول أخرى مثل حماس في غزة.
حركة النجباء:
هي جماعة مسلحة شيعية عراقية موالية لإيران، وتنشط حركة النجباء في العراق وسوريا، وتدعم حركات مقاومة في دول أخرى.
حركة الجهاد الإسلامي:
هي جماعة مسلحة إسلامية فلسطينية موالية لإيران، وتنشط حركة الجهاد الإسلامي في غزة، وتدعم حركات مقاومة في دول أخرى مثل حزب الله في لبنان.
التهديدات التي تشكلها هذه الميليشيات على الأردن:
التهريب:
تنشط هذه الميليشيات في تهريب الأسلحة والمخدرات عبر الحدود الأردنية، ويمكن أن يؤدي هذا إلى زيادة الجريمة والعنف في المملكة.
التطرف:
تسعى هذه الميليشيات إلى نشر التطرف والإرهاب في المنطقة، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تهديد أمن واستقرار الأردن.
التدخل في الشؤون الداخلية:
تتدخل هذه الميليشيات في الشؤون الداخلية للأردن، يمكن أن يؤدي هذا إلى زعزعة استقرار المملكة وخلق فتنة فيها.
رد الأردن على هذه التهديدات:
تبذل الحكومة الأردنية جهودا لتعزيز أمن المملكة ومواجهة هذه التهديدات، وتشمل هذه الجهود ما يلي:
تعزيز التعاون الأمني مع الدول المجاورة: تتعاون الحكومة الأردنية مع الدول المجاورة مثل سوريا والعراق لتعزيز الأمن على الحدود المشتركة.
تعزيز القدرات العسكرية والأمنية: تعمل الحكومة الأردنية على تعزيز القدرات العسكرية والأمنية للمملكة للتصدي للتهديدات الخارجية.
تعزيز الحوار والتعاون بين مختلف الطوائف: تعمل الحكومة الأردنية على تعزيز الحوار والتعاون بين مختلف الطوائف في المملكة لمنع استغلالها من قبل الميليشيات المتطرفة.
ومن المتوقع أن تستمر التهديدات التي تشكلها ميليشيات شيعية موالية لإيران على الأردن في المستقبل. ويمكن أن يؤدي هذا إلى زعزعة استقرار المملكة وزيادة التوترات الطائفية في المنطقة.
ميليشيات تهريب المخدرات:
تتضمن هذه الميليشيات شبكات تهريب المخدرات ومقتل 30 مهرباً وضبط 17 ألف كف حشيش و16 مليون حبة مخدر.
تنشط هذه الميليشيات في الأردن بطرق مختلفة منها:
التهريب:
تنشط هذه الميليشيات في تهريب الأسلحة والمخدرات عبر الحدود الأردنية وترويجها داخل الأردن ونقلها إلى دول عربية خرى، ويؤدي هذا إلى زيادة الجريمة والعنف في المملكة.
التطرف:
تسعى هذه الميليشيات إلى نشر التطرف والإرهاب في المنطقة وتعزيز مساعيها بالمخدرات والسلاح، وهو ما سيؤدي إلى تهديد أمن واستقرار الأردن.
التدخل في الشؤون الداخلية:
تتدخل هذه الميليشيات في الشؤون الداخلية للأردن ساعية إلى زعزعة استقرار المملكة وزيادة التوترات الطائفية بالمنطقة.
رد الأردن على هذه التهديدات:
تبذل الحكومة الأردنية جهوداً لتعزيز أمن المملكة ومواجهة هذه التهديدات، وتشمل هذه الجهود ما يلي:
تعزيز التعاون الأمني مع الدول المجاورة: تتعاون الحكومة الأردنية مع الدول المجاورة مثل سوريا والعراق لتعزيز الأمن على الحدود المشتركة.
تعزيز القدرات العسكرية والأمنية: تعمل الحكومة الأردنية على تعزيز القدرات العسكرية والأمنية للمملكة للتصدي للتهديدات الخارجية.
تعزيز الحوار والتعاون بين مختلف الطوائف: تعمل الحكومة الأردنية على تعزيز الحوار والتعاون بين مختلف الطوائف في المملكة لمنع استغلالها من قبل الميليشيات المتطرفة.
التحديات التي تواجه الأردن في مواجهة هذه التهديدات، ويواجه الأردن عدداً من التحديات في مواجهة هذه التهديدات، منها:
الوضع الاقتصادي:
يعاني الأردن من وضع اقتصادي صعب مما يحد من قدرته على تعزيز أمنه واستقراره.
الوضع السياسي:
يواجه الأردن وضعا سياسيا معقدا بسبب الاضطرابات الواقعة من حوله وما يجري في فلسطين، وتُعد هذه التهديدات خطراً كبيرا على الأوضاع السياسية بالأردن.
الميليشيات:
تتمتع الميليشيات المتواجدة على الأراضي السورية والعراقية بدعم مالي كبير وقدرات تسليحية عالية خاصة في ظل تجارتها بالمخدرات، مما يجعل من مواجهة الأردن لها أمراً مكلفاً.. فهذه جبهة استنزاف في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.
نظام الملالي وتدخلاته بالمنطقة: يتمتع نظام الملالي الحاكم في إيران بحضور قوي في المنطقة من خلال ميليشياته التي تعزز تدخلاته في الدول العربية مما يصعب على هذه الدول مواجهة ميليشياتها.
من المتوقع أن تستمر التهديدات التي تشكلها الميليشيات الموالية لملالي طهران على الأردن في المستقبل، وهو ما سيؤدي إلى زعزعة استقرار الأردن وزيادة التوترات في المنطقة.
فيما يلي بعض الأمثلة المحددة للتهديدات التي تشكلها الميليشيات العربية على الأردن:
في عام 2022 اعتقلت السلطات الأردنية عددا من أعضاء تلك الميليشيات بتهمة التخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية داخل المملكة.
في عام 2023 اتهمت السلطات الأردنية البعض من هذه الميليشيات بمحاولة تهريب أسلحة ومخدرات عبر الحدود الأردنية، وتعرب الحكومة الأردنية عن مخاوفها من أن تتمكن هذه الميليشيات من استغلال الوضع الاقتصادي الصعب في المملكة لنشر التطرف والإرهاب.
مخططات الملالي تتوافق مع مخططات الاحتلال الصهيوني ضد العرب
هناك أوجه تشابه وتوافق كبيرين بين مخططات الملالي ومخططات الاحتلال الصهيوني ضد العرب ومن بين ذلك وحدة الشعار (الدين من أجل السلطة والهيمنة)، وميكيافيلية النهج، والتوسع الإقليمي إذ يسعى كل من ملالي إيران وصهاينة إسرائيل إلى توسيع نفوذها الإقليمي، يسعى إيران إلى إنشاء إمبراطورية شيعية على طريقة الملالي، بينما يسعى صهاينة إسرائيل إلى ضم المزيد من الأراضي الفلسطينية وإقامة الدولة المزعومة من النيل إلى الفرات..
ومن هنا يأتي التزامن في التصعيد على الحدود السورية الأردنية ولا غرابة في ذلك حيث يخفف هذا التصعيد الضغوط عن عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة المنكوبة من جهة ويساعد نظام ولاية الفقيه في التغطية على ممارساته القمعية والدموية حملات الإعدام داخل إيران حيث تسعى جماهير الشعب المنتفضة ووحدات المقاومة التابعة لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية إلى إسقاط نظام ولاية الفقيه وبناء جمهورية ديمقراطية غير نووية بحسب البرنامج التي طرحته السيدة مريم رجوي زعيمة المقاومة الإيرانية وقد لاقى هذا البرنامج تأييد واعجاب العالم بأسره كما يعد هذا البرنامج قاعدة خلاص للشعب الإيراني ودول وشعوب المنطقة.. المنطقة التي لن ترى أي نوع من الاستقرار لطالما بقي هذا النظام متسلطا على إيران والمنطقة.
د. سامي خاطر
أكاديمي وأستاذ جامعي