د. سامي خاطر يكتب: مجاهدو خلق.. ومسيرة 59 عاماً من النضال

مسيرة منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة
تأسست منظمة مجاهدي خلق الإيرانية في السادس من سبتمبر سنة 1965 من قبل المهندسين المؤسسين: محمد حنيف نجاد، وسعيد محسن، وأصغر بديع زادكان، ومن نشطاء الحركة الوطنية الديمقراطية، وكانوا بعد ذلك من أنصار حركة الحرية بقيادة المهندس مهدي بازركان التي كانت تمثل (الجانب الديني في الجبهة الوطنية الإيرانية)، وقد انتقدوا أساليب قادتها في ذلك الوقت حيث كانوا يرومون تأسيس منظمة ديمقراطية وطنية تكون بديلة لحكومة الشاه.
بعد قيام انتفاضة 5 يونيو 1963 العفوية التي صاحبتها ممارسات قمع دموي للشعب واعتقالات واسعة النطاق شملت المعارضين والنشطاء السياسيين، وقد كان المهندسون الثلاثة من بين المعتقلين في سجون الشاه، وفي السجن لخصوا النضالات السياسية في الماضي من خلال دراسة مستفيضة للتاريخ، والمدارس السياسية المختلفة، وخلصوا إلى أن تلك النضالات البرلمانية والسياسية كانت عرضة لقمع الدكتاتورية بشكل دائم ولا تحقق النتيجة المرجوة.
لذلك رأوا أن كافة أشكال الكفاح ضرورة مشروعة في كل مرحلة وفي تلك المرحلة على وجه التحديد كمطلب مركزي من أجل إسقاط الدكتاتورية، وتحقيقا لهذه الغاية أسسوا بعد سنوات قليلة مجموعة تعتمد الإسلام الأصيل كمدرسة لبنيتها الفكرية؛ مدرسة قادرة على حل مشاكل الشعب الإيراني، وتم تسمية هذه الجماعة بعد سنوات بــ منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، رسمت هذه المدرسة خطاً واضحاً وفاصلا بين منظمة مجاهدي خلق وكافة التصورات المختلفة والمتفاوتة عن الإسلام.
في سبتمبر 1971 عشية الاحتفال بالذكرى الـ 2500 سنة لسلطة السلالة الملكية شن سافاك نظام شاه بهلوي (جهاز مخابرات شاه إيران) هجوما واسع النطاق على المنظمة والفصائل النضالية الأخرى حيث تم اعتقال حوالي 90 ٪ من أعضاء المنظمة والقيادة، وحُكِم على مؤسسي المنظمة وجميع أعضاء القيادة المركزية بالإعدام في محاكمة عسكرية، ومن بين تلك الأحكام تم تخفيف عقوبة مسعود رجوي درجة واحدة وأُبدِلت عقوبة الإعدام بالسجن المؤبد رضوخا للحملة السياسية والقانونية الدولية الواسعة التي أطلقها الدكتور كاظم رجوي شقيق مسعود رجوي المقيم خارج البلاد.
بعد استشهاد المؤسسين وأعضاء القيادة المركزية، ونشر دفاعاتهم القضائية أمام محاكم نظام بهلوي ازدادت شعبية مجاهدي خلق بالمجتمع وخاصة في الجامعات بشكل كبير، وقد أصبحت الطبقات الفكرية والدينية بعد ذلك مهتمة بِمُثُل وقيم مجاهدي خلق ومنجذبة نحو المنظمة.
منظمة مجاهدي خلق القيم والأهداف
يؤمن أعضاء منظمة مجاهدي خلق إيماناً راسخاً بالقرآن، حيث يرون أن الدوافع في طريق النضال النموذجي ليست فردية؛ إذ أنه يعني التضحية بكل شيء في سبيل تحقيق الهدف، ويتجاوز دافعهم في النضال النموذجي عامل الزمن، وحتى لو استُشهدوا جميعاً فهم أحياء وخالدون في قضيتهم إيماناً بقول الله تعالى في الآية 169 من سورة آل عمران: “وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِینَ قُتِلُواْ فِی سَبِیلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْیَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ یُرْزَقُونَ”
ويرى مجاهدي خلق أن هذا الهدف هو إرساء المجتمع التوحيدي اللاطبقي، وهكذا كان مؤسسو مجاهدي خلق يرون أفقاً متقداً للمستقبل كما كتب أحد مؤسسي منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المجاهد سعيد محسن كتيب “الأفق المتقد” الشهير والمثير للإعجاب؛ نظراً لأنه أدرك من فهم الآية الـ 5 من سورة القصص التي قال فيها الله تعالى بإنصاف: “وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ” لذلك اختار مؤسسو منظمة مجاهدي خلق الإيرانية أن يكونوا داعمين للمطحونين، وأن يسلكوا الطريق والأفق الواضح لإرساء مجتمع مثالي متحمِّس، واختاروا الأيديولوجية التوحيدية الموجِّهة لعملهم، ودفع الثمن المطلوب لذلك مهما كان.
كان محمد حنيف نجاد ورفاقه المؤسسون يعلمون أنهم يجب عليهم الاعتماد على أنفسهم وعلى الشعب الإيراني فقط عند اختيارهم أيديولوجية الإسلام الثوري، وكانوا يدركون أنه يتعيَّن عليهم أن يبدأوا كل شيء من الصفر ويخوضوا التجربة؛ بيد أنهم كانوا يدركون أيضا أنهم مرتبطون بأوجه الشرعية التطورية؛ أوجهٍ شرعيةٍ ستكون مرشدةً وداعمةً لهم، وبالتالي اختاروا أيديولوجية الإسلام الثوري لأنهم، باختصار كانوا يؤمنون بصدق الوعود الإلهية الواردة في القرآن الكريم، والحقيقة هي أن سر بقاء مجاهدي خلق على قيد الحياة وتقدُّمهم وتطورهم يعود إلى تبنيهم للأيديولوجية التوحيدية.
نضال منظمة مجاهدي خلق ضد دكتاتورية الشاه
عاشت إيران في مطلع الخمسينات من القرن المنصرم مرحلة تاريخية مهمة أثرت بشكل كبير على مسار هذا البلد حينما وصلت حدة التأزم في السلطة ما بين شاه ايران والحركة الوطنية بقيادة محمد مصدق الى درجة المواجهة خاصة بعد دعم الولايات المتحدة وبريطانيا للشاه في انقلابه على حكومة مصدق عام 1953،وهو أحد الأمور التي دفعت تلك المجموعة من شباب الحركة الوطنية إلى تأسيس منظمة فتية عام 1965 معززة بأفكار وروح مصدق،وقد تبنت شعار إسقاط نظام الشاه وإقامة نظام ديمقراطي في إيران، وسميت هذه المنظمة بـ منظمة مجاهدي خلق، والجدير بالذكر أن منظمة مجاهدي خلق هي الحركة السياسية الشعبية الوطنية الوحيدة الحقيقية والمتبقية في الشارع الإيراني منذ تأسيسها في ذلك الحين وحتى الآن، فهي التي ناضلت ضد نظام الشاه واستمرت في النضال حتى يومنا هذا.
كان محمد شاه بهلوي يتمتع بالقوة والهيمنة على الشعب من خلال أجهزته الأمنية والمخابراتية “السافاك” والتي كانت مدعومة هي الأخرى من قبل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية الـ سي آي اي، وقد تمكنت تلك الأجهزة في عام 1971 من اعتقال معظم قيادات منظمة مجاهدي خلق ومن ثم تنفيذ أحكام الإعدام بحقهم جميعاً سوى واحدٍ منهم حيث كان أصغرهم سنا،وقد خُفِفَ عنه الحكم إلى سجن المؤبد وهو مسعود رجوي الذي أصبح لاحقاً زعيماً للمنظمة.
أدرك حنيف وغيره من مؤسسي منظمة مجاهدي خلق من هذه النقطة أنه يجب على المرء أن يُضحِّى وفقاً لما ورد في القرآن بكل شيء من أجل الطبقة المحرومة من المجتمع، وهي الطبقة التي كانوا ينتمون إليها، أي الطبقة التي استغلها الشاه والطبقة الحاكمة في المجتمع الإيراني آنذاك، ومن هنا أدركوا أن وجودهم الحقيقي يجب أن يكون في جبهة النضال ضد المستغِلين، وأصبحوا رواداً للطبقة المستغَلة ومتعصبين لها، وبهذا الفهم للقرآن قالوا إن الإسلام الثوري لا يُميِّز بين المؤمن والكافر، بل إنه يقر بالتمييز بين المستغَلين والمستغِلين، وقد كانت هذه حقيقية قرآنية مخفية حتى ذلك الوقت تحت غبار تاريخ من استغلال الإنسان للإنسان، وقد اكتشفها حنيف الكبير ومؤسسو منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، ووَضع اكتشاف هذه الحقيقة النضال السياسي الاجتماعي لمجاهدي خلق على طريق تحقيق هدف أيديولوجي.
وكان هدف مؤسسي منظمة مجاهدي خلق هو تشكيل منظمة بديلة لنظام الشاه قائمة على حكومة شعبية ديمقراطية، ولأجل تحقيق هذا الهدف وضع المؤسسون والأعضاء الجدد دراسة المدارس المختلفة في جدول أعمالهم وشرعوا في دراسة تاريخ إيران؛ الأمر الذي أدى إلى تمكين هذه المنظمة بالمراقبة والوعي الكامل من تحليل المدارس الأخرى وتقديم أيديولوجيتها القائمة على الإسلام كمدرسة قادرة على حل مشاكل إيران، والجدير بالذكر أن كل هذه النشاطات تمت سراً في ظل القمع الشديد الذي تنتهجه حكومة الشاه، ولم تستغرق هذه الفكرة التقدمية وقتاً طويلاً لتأخذ مكانها بين المثقفين المسلمين الثوريين والشرائح الدينية في إيران، والأهم من ذلك أنها جلبت دعماً واسع النطاق للمجاهدين من أفراد الشعب نظراً لتوافقها مع ثقافة المجتمع.
توصل المجاهدون في ظل الظروف السائدة في إيران في ذلك الزمان وبسبب قمع الشاه السافر لأي حركة إلى أن الحل الوحيد لإرساء الديمقراطية هو الإطاحة بنظام الشاه، وأن هذا الأمر غير ممكن من خلال النظم التقليدية للنضال السياسي السلمي.
لذلك أعدوا أنفسهم للمقاومة الشاملة ضد نظام الشاه، واعتقل جهاز سافاك الشاه جميع قادة المنظمة والعديد من أعضائها وزج بهم في السجون في عام 1971قبل أن يبدأ المجاهدون أي عملية نوعية ضد نظام الشاه، وفي 25 مايو 1972 أعدم الشاه مؤسسي المنظمة الثلاثة وعضوين من الأعضاء المهمين في منظمة مجاهدي خلق.
بلغت الاحتجاجات ذروتها في ديسمبر 1978 خلال شهر محرم أحد أهم الشهور لدى المسلمين الشيعة، وفي 12 ديسمبر خرج إلى شوارع طهران نحو مليوني شخص ملئوا ساحة أزادي مطالبين بالإطاحة بالشاه.
وفي 16 يناير 1979 غادر الشاه والملكة إيران نزولاً عند طلب رئيس الوزراء الدكتور شابور بختيارالذي كان لفترة طويلة زعيم المعارضة، وظهرت مشاهد الابتهاج العفوي، ودُمِرت خلال ساعات «كل رموز الدولة البهلوية»، وأعلن بختيار حل البوليس السرى (سافاك)، وأفرج عن السجناء السياسيين، ووعد بانتخابات حرة وأمر الجيش بالسماح للمظاهرات الشعبية، وقد كان موجهاً بذلك لاحتواء الاحتقان الشعبي.
الدوافع والأسباب التي دفعت بمنظمة مجاهدي خلق لرفض سلطة الملالي منذ البدء
– كذب خميني على الشعب عندما أطلق ادعاءات واهية، من بينها “المرشدون الدينيون لا يرغبون بالحكم”، مما ولد انطباعا لدى الكثيرين بأنه يرغب بأن يكون المرشد الروحي صاحب سلطة، لكنه بمهارة اختار التوقيت المناسب لإزالة كل أعداءه وحلفائه الذين باتوا عقبة أمامه، وتطبيق نظام ولاية الفقيه في جمهورية إسلامية يقودها بنفسه.
– وضع مجلس الخبراء دستوراً جديداً أوجدوا من خلاله منصب القائد الأعلى للخميني، ومنحه السيطرة على الجيش والأجهزة الأمنية، والحق في نقض المرشحين للمناصب، كما أقر الدستور بانتخاب رئيس جديد يتمتع بصلاحية أضيق، لكن المرشحين يجب أن يحوزوا على الموافقة المباشرة من القائد الأعلى (عبر مجلس صيانة الدستور)، وقد أصبح خميني نفسه رئيسا للدولة مدى الحياة باعتباره “قائد الثورة”، وعندما تمت الموافقة على الدستور في استفتاء أجري في ديسمبر 1979 أصبح “المرشد الروحي الأعلى”.
– استشعر الديمقراطيون منذ أوائل شهر مارس خيبات الأمل المنتظرة عندما أعلن خميني عن عدم استخدام مصطلح “الديمقراطية” من منطلق أنها مفهوم غربي،وفي منتصف شهر أغسطس تم إغلاق عشرات الصحف والمجلات المعارضة لفكرة الحكومة الخمينية، واستنكر خميني غاضبا الاحتجاجات ضد إغلاق الصحافة، وقال «كنا نظن أننا نتعامل مع بشر، من الواضح أن الأمر ليس كذلك»،وبعد نصف سنة بدأ قمع المعارضة الخمينية المعتدلة المتمثلة في حزب الشعب الجمهوري، واضطهد العديد من كبارها ورموزها منهم شريعتمداري الذي وُضِع تحت الإقامة الجبرية، وفي مارس 1980 بدأت “الثورة الثقافية”، حيث تم إغلاق الجامعات مدة سنتين باعتبارها معاقل لليسار لتنقيتها من معارضي النظام الديني، وفي يوليو فصلت الدولة البيروقراطية 20.000 من المعلمين و8.000 تقريبا من الضباط باعتبارهم «متغربين» أكثر مما يجب.
– استخدم خميني أحيانا أسلوب التكفير للتخلص مع معارضيه، وعندما دعى قادة حزب الجبهة الوطنية إلى التظاهر في منتصف عام 1981 ضد القصاص هددهم خميني بالإعدام بتهمة الردة إذا لم يتوبوا.
إن منظمة مجاهدي خلق واحدة من المنظمات المعارضة للحكم الثيوقراطي الديني في إيران، وخلافاً لمعظم أطراف المعارضة في إيران اعتمدت منظمة مجاهدي خلق الكفاح المسلح في فبراير 1980، وهاجم رجال مجموعة ما يسمى بـحزب الله مراكز اجتماعية ومكتبات ومنابر لـ مجاهدي خلق وعدد من اليساريين الذين يديرون النشاط اليساري في الخفاء.
مجاهدي خلق في أشرف وليبرتي بالعراق
كانت أشرف رجوي التي سُمي المخيم على اسمها ضمن آخر مجموعة من المعتقلين السياسيين الذين أفرج عنهم عام 1979، وقد تزوجت من مسعود رجوي،وقُتِلت أشرف رجوي وموسى خياباني القائد الثاني في مجاهدي خلق على أثر هجوم شنته قوات ما يسمى بـ الحرس الثوري.
كانت تقيم يبلغ عدد سكان مخيم أشرف الواقع في محافظة ديالى بالعراق3400 شخص من أعضاء منظمة مجاهدي خلق الإيرانية؛ وقد حوصِروا منذ بداية الاحتلال الأمريكي للعراق، وعانوا من انعدام الخدمات الضرورية من ماء وكهرباء وأغذية، وبالأخص حرمانهم من العلاج والأدوية، ولا سيما أن البعض منهم كانوا مرضى ومُنِع نقلهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج اللازم،وبالإضافة إلى ذلك فقد استهدف المخيم غارات متكررة من الميليشيات العراقية وقوة القدس الإرهابية الإيرانية،وقد كان مخيم أشرف الذي هو في الواقع واحة خضراء وسط صحراء ديالى بالعراق ومحلى سكنى وفعاليات منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، وقد كانوا جميعاً معترفاً بهم لدى التحالف الدولي وسلطة الائتلاف بالعراق كأشخاص محميون حسب اتفاقيات جنيف.
وفي 8 أبريل 2011 قُتِل العديد وجُرِح العشرات من الأشخاص العزل أعضاء منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة في مخيم أشرف في هجوم لقواتٍ عراقية موالية لنظام الملالي الحاكم في إيران، وقد أُصيب أغلبهم بطلقات نارية مباشرة، وكانت حالتهم خطيرة كما اختطفت هذه القوات عددا من الأشخاص كرهائن، واتهمت المنظمة في بيانها رئيس وزراء العراق نوري المالكي وقواته بارتكاب مجزرة جماعية في مخيم أشرف، ومن جهة أخرى أكد بيان المنظمة على ما اعتبرها مسؤولية الولايات المتحدة في حماية سكان مخيم أشرف المحميين دوليا وطالبت بتدخل فوري للقوات الأمريكية لوقف عملية الإبادة الوحشية ودفع القوات العراقية إلى الانسحاب من المخيم.
في 15 أبريل أعلن متحدث باسم الأمم المتحدة عن مقتل 34 شخص في معسكر أشرف شمال بغداد أثر هجوم مجدد للجيش العراقي، وقد تطابق هذا العدد مع الأرقام التي أعطاها سكان المخيم، والتي نفتها السلطات العراقية قائلة إن ثلاثة أشخاصٍ فقط قتلوا في العملية.
في 5 مايو 2011 أعلن مسؤول أمريكي كبير أن الولايات المتحدة وضعت خطة جديدة لحل المشاكل العالقة في معسكر أشرف، داعية إلى نقل سكان المعسكر مؤقتا إلى موقع جديد في العراق، ريثما يعاد توطينهم في بلد ثالث. وترمي الخطة إلى الحيلولة دون وقوع المزيد من العنف في معسكر أشرف، حيث قتل 34 شخصا في أبريل 2011 بعد أن تحركت قوات الأمن العراقية لشن عمليات داخل المعسكر.
ضغطت الحكومة العراقية الموالية لنظام الملالي باتجاه نقل أعضاء منظمة مجاهدي خلق من معسكر أشرف إلى معسكر ليبرتي وهو قاعدة أمريكية مهجورة،وقد تم نقل سكان مخيم أشرف بالقوة سنة 2013 وقد تعرض هذا المعسكر لعمليات هجوم وقصف كثيرة من قبل الميليشيات المؤيدة لإيران.
وقدمت منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة وثيقة إلى الأمم المتحدة تؤكد فيها أن معسكر ليبرتي للاجئين قرب بغداد لا يتطابق مع القواعد الإنسانية خلافاً للاتفاقيات المُبرمة قبل نقلهم من أشرف ولم بالفعل معسكر أو محجر ليبرتي موقع لائق للمعيشة ولا آمن محمي، إذ استهدف نظام الملالي سكان ليبرتي على الدوام من خلال الميليشيات التابعة له في العراق، حيث قامت بـ5 هجمات صاروخية على معسكر ليبرتي وعمليتي احتجاز رهائن وحصار جائر، وصادرت حكومة المالكي ما قيمته أكثر من 550 مليون دولار من ممتلكات السكان في أشرف، وتم وضعها تحت تصرف القوات العسكرية وميليشيات الحكومة العراقية، وكلفت قوة القدس الإرهابية ثلاث مجموعات عميلة لها (كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق والنجباء) بقصف ليبرتي بالصواريخ وزودتهم بمختلف الصواريخ لكي يقصفوا ليبرتي في أول فرصة تسنح لهم، وأقدمت كتائب حزب الله يوم 29 أغسطس على نقل شاحنة محملة بالصواريخ إلى موقع قريب من ليبرتي إلا أنه وقبل إطلاق الصواريخ تم العثور عليها من قبل الشرطة الاتحادية وتم توقيفها.. وهذا يعني أن سكان مخيم أشرف قد تم نقلهم إلى معسكر ليبرتي من أجل إبادتهم والقضاء عليهم.
مجاهدي خلق في أشرف 3 بألبانيا
اُختُتِمت عملية نقل مجاهدي خلق من العراق إلى أوروبا بنقل كافة الأعضاء المتبقين في معسكر ليبرتي في العراق لإعادة توطينهم في ألبانيا،وخلال هذه العملية التي استغرقت 4 سنوات ونصف السنة انتقل سكان ليبرتي إلى دول أوروبية بما فيها ألمانيا والنرويج وبريطانيا وهولندا وفنلندا والدنمارك وبلجيكا وإيطاليا وإسبانيا،وبادرت إيران بتقديم إشارات حمراء إلى الإنتربول وإصدار أحكام اعتقال مفبركة من القضاء العراقي سعياً منها لمنع خروج ألف شخص من مجاهدي خلق واعتقال القياديين والوجوه المعروفة لهم.
والجدير بالذكر أن مخيم أشرف3 يشهد تجمعات سنوية رنانة تخبر القاصي والداني بما جرى وما زال يجري في إيران لحشد الحكومات للوقوف إلى جانب الشعب الإيراني في الإطاحة بنظام الملالي وإرساء جمهورية حرة ديمقراطية قائمة على فصل الدين عن السياسة وإرساء المبادئ الإنسانيةفي إيران.
د. سامي خاطر/ أكاديمي وأستاذ جامعي