لا شك ان للجهد الاعلامي والحقوقي لقضايا الامة ومنها قضية حجاب الفتاة الهندية المسلمة قيمة وأثرا كبيرا لا يمارى فيه أحد وهو من مطلوب من كل مسلم قادر عليه.
لكن قد ثبت بالتجربة -على الاقل عندي- ان الحقوق لا تستجلب الا من خلال المؤسسات المتينة الفاعلة سواء كانت مؤسسات سياسية او دينية او اجتماعية او حقوقية او اقتصادية …الخ من المؤسسات داخل المكون في مجتمع ما تقوده هذه المؤسسات وتستوعبه وتحدد وجهته وبوصلته امام المخاطر والازمات والتحديات التي تواجهه ودور الاعلام ان يغطي نشاط هذه المؤسسات لا ان يكون الاعلام بمفرده بدون جهد حقيقي وفاعل وقانوني في الواقع!
واما المنظمات الحقوقية الدولية والبيانات الاعلامية الخارجية فهي جيدة ومطلوبة لكنها فستبقى محدودة التأثير وآنية وليست استراتيجية في تأثيرها ومساندتها.
في الهند ربع مليار مسلم مع مليار هندي من الهندوس والسيخ والنصارى واديان اخرى يعيشون في بلد واحد وما لم يؤسس المسلمون هناك مؤسسات متعددة فاعلة ومتعاونة كغيرهم تقود المسلمين فلن ينفع مثلا بيان استنكار من اعلامي جزائري ولا تعاطف من مؤسسة تركية ولا فتوى من مصر إلا بقدر محدود.
المؤسسات الاسلامية الهندية هي من يجب ان تقول للمسلمين خارج الهند كيف يساندوها وعلى اي مستوى حتى تكون هذه المساندة فاعلة وفي مكانها الصحيح ورب مساندة مثيرة غير مدروسة من مساندين مخلصين تعقد ولا تحله وتأتي بعكس النتائج.
لست ضد المبادرة والجهد الإعلامي فشعور المسلم تجاه ظلم اخيه المسلم واجب وجميل لكن لكل واجب توصيف ومصلحة تستجلب ومفسدة تدفع من خلاله وهذا إنما يكون بالعلم بالواجب وقدره وتوقيته وكيفيته لينضم العلم للإخلاص في المساندة فتكون نورا على نور.