السبت أكتوبر 5, 2024
مقالات

د. سعد فياض يكتب: يا بني إن القدس عقيدة

مشاركة:

 

جلست الْيَوْمَ مع أبنائي وقرأت معهم صدر سورة الإسراء، {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} ثم قلت لهم:

 

هل تعلمون لماذا سُميت بسورة الإسراء؟ وما هو الإسراء؟

 

كان ذلك في مكة بعد موت خديجة زوجة الرسول، صلى الله عليه وسلم، وعمه العطوف أبي طالب، وكانا أشد الناس حماية له من أَذًى المشركين، فلما ماتا تطاولوا على مقامه، صلى الله عليه وسلم ليمنعوه من الصلاة عند الكعبة، ثم ذهب للطائف فآذوه، صلى الله عليه وسلم، فأرسل الله ثلاثة ملائكة ودابة تحمله للقدس حيث المسجد الأقصى والتقى هناك بالأنبياء من آدم عليه السلام حتى عيسى عليه السلام ليقدموه إماما لهم في الصلاة …

 

لقد كان ذلك يا بني تقديماً للنبي صلى الله عليه وسلم على كافة الرسل والأنبياء، فهو خير الرسل وخاتمهم.

 

وكان ذلك تسليما له إمامة الأقصى من الرسل والأنبياء من أبناء إسحاق ويعقوب عليه السلام الذين عاشوا في رحابه وتولوا رعايته، لتتسلم أمة محمد صلى الله عليه وسلم عهدته ومسئوليتها من الرسل والأنبياء السابقين.

 

وكان ذلك درسا لمن ينظر لتسلط المشركين في وهلة من الزمن على الرسول وأصحابه، ليتسع نظره في التاريخ ويمتد للآخرة فتهون عليه هذه الوهلة ويتسلى عن غربة اللحظة، فإن كنت تحسب المشركين مجتمعين عليك، يا محمد، فالرسل والأنبياء جميعهم خلفك، فلا تحزن.

 

وكان ذلك إقرارا أن هذه الأمة خير الأمم بحملها الحق وتسلمها إمامة الكعبة والأقصى.

 

▪️ ثم قلت لهم:

 

يا بني لهذا نقول القدس عقيدة، لأنه تصديق بكتاب الله، وخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخيريته وشرفه وإمامته للرسل، ونصر الله وعونه، وامتداد هذه الأمة لدعوة الرسل وقيامها بمسئولياتها …

هذا يا بني معنى أن القدس عقيدة، فاقبلوا على ذلك واحملوه حتى تلقوا الرسول على الحوض يوم القيامة..

Please follow and like us:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *