د. سعيد إسماعيل يكتب: الهوى المذهبي عندما يتحكم؟
في فترة من الفترات الماضية، كنت أشرف على رسالة لباحث، أصبح بعد ذلك أستاذا كبيرا، كان له دور مهم في ترقية البعض أو العكس في مجال أصول التربية..
تطلب سياق البحث الأكاديمي أن يشير إلى رأى لحسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين..
نظرت إلى الهامش لأرى المصدر الذي استند إليه الباحث، فوجدته (رفعت السعيد)، والذي كان من أقطاب الفكر الماركسي في مصر فيما مضى..
قلت للباحث: هذا لا يجوز منهجيا.. ما دمت تنسب رأيا لحسن البنا، فلابد من الرجوع إلى ما قال أو كتب، ولك بعد ذلك أن تعقب عليه بما تريد..
فوجئت بالباحث يشكوني إلى هذا وذاك من زملائه ومعارفه بأني أريد منه أن يعتمد على آراء الإخوان المسلمين؟!!
الغريب، أن موقفا معاكسا حدث معي في الفترة نفسها..
باحث ممن يمكن وصفهم بالنزعة الإسلامية، يشير في ثنايا بحثه إلى رأى للماركسية في قضية من القضايا، فنظرت إلى المرجع الذي استند إليه، فوجدته: محمد قطب، شقيق سيد قطب، والذي كان من جماعة الإخوان.. فقلت للباحث: ما دمت تشير إلى الماركسية، فارجع إلى أصحابها، ولك أن تعقب بعد ذلك بما تريد، فماذا كان رده؟
قال: أخاف أن أُفتن بهذا الرأي؟!
قلت: إذن، فإيمانك ليس قوي التأسيس….
حقا: ويل للبحث العلمي من الهوى المذهبي؟!