مقالات

د. سعيد إسماعيل يكتب: طه حسين .. مطلوب حيا وميتا!

  هو عنوان كتاب من القطع المتوسط، للدكتور على شلش، صدر عام 1993عن الدار العربية للطباعة والنشر والتوزيع بالقاهرة، يقع في 120 صفحة.

  ويعترف المؤلف بأن طه حسين كان رجلا مشاكسا في الفكر والحياة، مثلما كان شديد التعاطف إذا تعاطف، وشديد الخصومة إذا تخاصم، بغير وسط يحميه من شدة الحب أو شدة الكره، ولعل تأملا في متغيرات مسيرة حياته، وخاصة أيام المعاناة والفقر يجد أن قد كان لها دورها في تشكيل نواة صلبة تقوم عليها هذه الشخصية.

  وللأسف، فإن الكثرة الغالبة من المهاجمين، كانوا ممن ينتمون إلى التيار الإسلامي، الذي مفروض أن يتمثل الأمر القرآني بالجدال بالتي هي أحسن، وإن كنا لا نستطيع إنكار أن قلة سلكت هذا النمط من الجدال.

   ويسوق المؤلف نماذج من شدة الهجوم، كتابا كان قد أصدره الأستاذ أنور الجندي عام 1976 بعنوان (طه حسين في ميزان الإسلام)، وكذلك في عام 1980 كتاب أصدره الدكتور عبد المجيد عبد السلام المحتسب -في عمان الأردن- بعنوان (طه حسين مفكرا).

  وطرح الكاتبان أسئلة مغلفة بستار تشكيك لا يخفى على القارئ، مثل: هل كان طه حسين خاضعا للاستشراق، وتابعا للمستشرقين؟ هل أخذ كتابه (في الشعر الجاهلي) من المستشرق الإنجليزي (مرجليوث)، وكتابه (مع المتنبي) من المستشرق الفرنسي (بلاشير)، ومذهبه في النقد عن الفرنسيين (تين)، و(برونتيير)، وكتابه عن ابن خلدون من الفرنسي دوركايم، واتجاهه في كتابه (حديث الأربعاء) عن الفرنسي «سانت بيف»، وكتابه (على هامش السيرة) عن كتاب (على هامش الكتب القديمة) الفرنسي؟

  هل «عُمّد» في إحدى كنائس فرنسا، وانسلخ عن الإسلام في سبيل شهرة ذاتية.. إلى غير هذا وذاك من اتهامات..

   ولعل مقدمتنا التحليلية التي استغرقت أكثر من مائة صفحة في طبعة مكتبة الاسكندرية لكتاب مفكرنا (مستقبل الثقافة في مصر)، تقدم صورة «أخيرة» عن مفكرنا الكبير..

د. سعيد إسماعيل علي

خبير وكاتب مصري في المجال النفسي والتربوي،

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى