فلسفة التربية هي ذلك الجهد العلمي الذي يسعى إلى تطبيق طريقة التفكير الفلسفي في التعامل مع بعض قضايا التربية ومشكلات التعليم، ومن ثم فهي إذ تتضمن عدة ميادين، فإنها تكون دائما ذات اتصال وثيق بميادين أصول التربية المختلفة، حيث يجئ الاختلاف في زاوية الرؤية ومنهج التناول.
وبالتالي يمكن اقتراح بحث أو أكثر داخل كل ميدان من ميادين فلسفة التربية، مثل:
الأول: مناقشة وتحليل المفاهيم الأساسية في عالم التربية، وبالتالي يمكن اقتراح بحث يتناول ” مفهوم العدل التربوي ومدى تحققه في مدارس التعليم الابتدائي في مصر “، مما يقتضي تأصيلا نظريا للمفهوم، ثم القيام بعملية استقراء لبعض أوضاع التعليم الابتدائي من حيث ما قد يكون من تفاوتات بين مدارس الريف والحضر، وتعليم الإناث وتعليم الذكور، ومدارس المناطق والأحياء ذات المستويات الاقتصادية المرتفعة ومقارنتها بما يقابلها في المناطق ذات المستويات المنخفضة.. وهكذا.
الثاني: دراسة نقدية للمدارس والمذاهب الفلسفية الحديثة؛ وفي هذا المجال يمكن اختيار قضية تربوية ودراستها لدى إحدى الفلسفات، كأن تكون القضية هي قضية: العلاقة بين السلطة والحرية في فلسفة مثل الماركسية، أو النقدية، أو الظاهراتية…
كما يمكن دراسة قضية مثل التربية كحوار في فلسفة مثل الفلسفة النقدية، أو التأويلية، أو غيرهما.
الثالث: مناقشة نقدية للأسس الفلسفية التي تقوم عليها النظريات والطرق النفسية والتربوية، مثال ذلك مناقشة الأسس الفلسفية التي قامت عليها المدرسة السلوكية في علم النفس، أو منهج النشاط أو التكنولوجية التربوية…
الرابع: تقديم رؤية تحليلية نقدية للمشكلات التربوية القائمة، مثل مشكلة الفساد في التعليم، ومشكلة ” لغة التعليم في مصر “…
الخامس: اقتراح رؤى فكرية جديدة تستهدف تجديد الفكر التربوي، وتحديد هذه الرؤى لا يتم إلا وفقا لمن يتقدم هذا المجال، ولا يجوز بالتالي تحديدها سلفا من قبلنا، وإن كنا يمكن أن نسوق مثالا على ذلك بما قد يقوم به باحث من دراسة ما يتطلبه الجدل القائم بين الهوية والعولمة في مصر من أفكار ومفاهيم تربوية توائم وتنسق، تنقد وتوعّى..