د. صالح الرقب يكتب: حكم الشرع في الترويج وتطبيق اتفاقية سيداو
حكم الشرع في العاملين لترويج وتطبيق اتفاقية سيداو التي تهدف لهدم الأسرة المسلمة وتمرد المرأة المسلمة على أحكام الشريعة.. ما يعرف بإتلاف سيداو… وهذا تعريف به من موقعه على الإنترنت.
إنَّ من يسعي لأنْ تكون «اتفاقية سيداو» ملغية لأحكام الشريعة الإسلامية المتعلقة بالأحوال الشخصية، يؤكد على دور قوى الكفر في صد المسلمين عن دينهم كما جاء في قوله تعالى:
(وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ) البقرة:120. قال تعالى: (وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا، وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)
البقرة:217.
إنَّ الآية الكريمة تبين مطاوعة الكفار في أمور الدين يؤدي إلى الفساد والخسران في الدنيا والآخرة، وقد حذَّرنا رينا جل وعلا من طاعة الكافرين فهم يريدون ردَّتنا عن دين الله، قال الله تعالى:
(إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ. ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ)
النور:25-26.
إن موبقات «اتفاقية سيداو» يذكرنا بقوله تعالى:
(إِنَّمَا يَأْمُرُكُم بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ)
البقرة: (169.
وقوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)
سورة النحل:90.
إنَّه لا إيمان لمن يعتقد أنَّ ما تضمنته اتفاقية “سيداو” خيرٌ ممَّا شرعه الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم من أحكام للمرأة المسلمة وغيرها، ومن تركَ شرعَ الله عز وجل وأحلّ محلَّها الأحكام والقوانين التي تنصُّ عليها اتفاقية “سيداو” وأخذ يروج لها إعلاميًا وعمليًا من خلال جمعٍ من الأنشطة كما بيَّنا سابقا، ويظن أنه لا يجوز الإيمان والعمل بما يهوى، وأن يُتركَ ما لا يهواه، – وهذا واقع الجمعيات النسائية وغيرها في إتلاف “سيداو” والمنظمات الأهلية العاملة لصالحها- فهو بذلك يكفرُ بالله العظيم وبالقرآن الكريم وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، وهؤلاء وأمثالهم ينالهم الخزي في الدنيا، والعذاب الشديد في الآخرة، كما قال تعالى: (أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَـابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْىٌ فِي الْحَيَوةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَـامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدّ الّعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَـافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) البقرة: 85، وقال تعالى) :قُلْ كُلٌّ مّنْ عِندِ اللَّهِ فَمَا لِهَـؤُلاء الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا( النساء: 78، وقال تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلاَمَ دِينًا (المائدة: 3، وقال عز وجل: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَـالاً مُّبِينًا (الأحزاب: 36.
هؤلاء السيداويون رجالاً ونساءً هم ممَّن ينطبقُ عليهم قولُ تعالى :(وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِى فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيـامَةِ أَعْمَى قَالَ رَبّ لِمَ حَشَرْتَنِى أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا قَالَ كَذلِكَ أَتَتْكَ آيَـاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى وَكَذلِكَ نَجْزِى مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِن بِـآيَـاتِ رَبّهِ وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى) طه: 124-127. وقولُه تعالى: (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم} [النور:63]. وقولُه تعالى: (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرًا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبينًا) الأحزاب:36.
مفهوم الجندر:
هو وسيلة لإلغاء الفروق البيولوجية، ورفض الاختلاف بين الذكر والأنثى رغم أن هذا هو الأصل لقوله تعالى: {وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى من نطفة إذا تمنى) النجم: 45– 46.
ويستخدم هذا المفهوم أداة في تقارير مؤتمرات الأمم المتحدة للمرأة ليس لتحسين دورها في التنمية، ولكن لفرض فكرة حق الإنسان في تغيير هويته والأدوار المترتبة عليها والاعتراف بالشذوذ الجنسي وفتح الباب على إدراج حقوق الشواذ من زواج المثليين، وتكوين أسر (غير نمطية) كما يقولون أي الحصول على أبناء بالتبني، مما يؤدي إلى إضعاف الأسر الشرعية التي هي لبنة بناء المجتمع السليم المترابط، كما ويستخدم هذا المفهوم لإذكاء روح العداء بين الجنسين وكأنهما متناقضان ومتنافران،
ترفض الاعتراف بالخطوبة أو الزواج تحت سن 18
ترفض اتفاقية سيداو الاعتراف بالخطوبة أو الزواج تحت سن 18، حيث تمَّ اعتبارُ الطُّفولةِ ممتدةً حتَّى سنَّ ال 18، ومن ثمَّ لا يعترفُ القانونُ بكلِّ مَا يترتَّبُ عليه، من حقوقٍ للزَّوجة، أو الأطفال الذين يولدونَ في ظلِّ هذا الزواج. بينَما في المادة 16 بند د.. تُقِرُّ اتفاقية سيداو بحقوق المرأة التي تَلِدُ من سفاحٍ، ويحصُلُ طفلُها على حقوق متساوية مع الطفل الشَّرعي، من نفقةٍ، ونسبٍ، وإرثٍ، لا فارِقَ بينهما؛ وذلك بدعوى أنَّ مصالح الأطفال هي المعتبرة، وهلً من مصلحةِ الأطفالِ مساواةُ الطفلِ الشَّرعِيِّ بغيرِ الشَّرعيِ؟، ومساواةُ الزَّوجَةِ بالزُّانيَةِ؟.
وفي تعليق لجنة القضاء على التمييز ضد المرأة على التقرير المقدم من تركيا في للجنة في يناير 2005م حثت اللجنة تركيا على إعادة النظر في تجريم العلاقات الجنسية الرضائية بين الشباب المتراوحة أعمارهم من 15-18.
أي ترى لجنة القضاء على التمييز ضد المرأة أنه يجبُ على تركيا أن تلغيَ من قوانينها العقوبةَ على الزِّنَى للشَّبابِ المتراوحةِ أعمارُهم بينَ 15-18 سنة، طالمَا أنَّ العلاقة رضائية أي بموافقة الطرفين، في حين تحارب هذه اللجنَةُ وغيرُها من لجان الأمم المتحدة الزَّواجَ الشَّرعيِّ في نفسِ هذِه السِّنِّ.
جاء في المادة التدريبية الخاصة بتدريب المعلمات في المدارس المستهدفة (المكونة من 19 صفحة) والمعد من هيئة الأمم المتحدة: توضيح «مصطلح الجندر».. والجندر هو هوية مكتسبة يتم تعلمها وتتغير مع مرور الوقت، وتختلف على نطاق واسع داخل وعبر الثقافات، ويشير ببساطة إلى الأدوار الاجتماعية والتكوين الذي يجسد التوقعات من السلوكيات والنشاطات والصفات الذكورية والأنثوية والنظرة إلى الذات كيف يكون «رجل» مقابل كيف تكون «امرأة». والنقاط الواجب مراعاتها من قبل منفذ النشاط قبل البدء بتنفيذ أنشطة الجندر، منها وضع قانون خاص بجلسات الجندر وتأكيد الأنوثة، وتعزيز الذكورة الايجابية، وحثِّ الأطفال على الالتزام به، لضمان الحفاظ على النظام خلال تنفيذ الأنشطة.