د.عبدالله الأشعل : القمة العربيةبالقاهرة لن تتبني موقفا قويا و قادرا علي إفشال سيناريو التهجير

 

د.عبدالله الأشعل : القمة العربية بالقاهرة لن تتبني خيارا واضحا قادرا علي إفشال سيناريو التهجير

*الخلافات حول التهجير  خلال قمة الرياض حالت دون صدور بيان ختامي

*ترامب لم يتراجع عن مخططه للتهجير ويبحث عن دول عربية وأوروبية بديلة لمصر والأردن

*نتنياهو سيعاود حرب الإبادة علي قطاع غزة وبشكل أكثر جنونا

*تحويل التهجير القسري إلي طوعي وراء ضوء ترامب الأخضر لعودة الحرب

 *مماطلة نتنياهو في تنفيذ استحقاقات المرحلة الأولي يعكس الرغبة في إجهاضها 

*هذه خيارات المقاومة الفلسطينية لإفشال مساعي تصفية القضية

* حماس ستكون اليوم التالي في غزة وإجرام نتنياهو لن يفلح في اقتلاعها

استبعد السفير عبدالله الأشعل، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق تبني القمة العربية في القاهرة -حال عقدها -موقفا جديا واضحا تجاه سيناريو التهجير الذي يطرحه ترامب .

وأشار  إلي أن الأمر لن يتجاوز بيانا هلاميا غير واضح، رافض التهجير  في مجمله بدون تحديد الخطوات واضحة كفيلة لإفشال هذا المخطط.

وبدا  الأشعل واثقا  في حوار لـ “جريدة الأمة الاليكترونية” من عودة الحرب علي غزة مجددا بعد هدنة  مهما طالت مشيرا إلي أن ما نتنياهو سيماطل في تنفيذ استحقاقات المرحلة  الاولي، وسيحاول اطالتها باكبر قدر ممكن للحصول علي اكبر قدر من الأسري مع استئناف حرب الإبادة الجماعية في  غزة

اوضح ان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعطي الضوء الأخضر لنتنياهو لعودة الحرب ،باعتبارها السبيل الوحيد لتنفيذ مخطط التهجير عبر حرب شرسة ،تأكل الأخضر واليابس في غزة وتجعل الحياة فيها مستحيلة ،بشكل يحول التهجير القسري الي طوعي ، خصوصا ان ترامب قد اتفق مع بلدان عربية أوروبية علي استقبال المهجرين الفلسطينيين.

الحوار مع الدبلوماسي المصري السابق ، تعرض لقضايا عديدة نعرضها بالتفصيل في السطور التالية.

*خلال أيام قليلة تستضيف القاهرة قمة عربية جري تأجليها لمناقشة سبل مواجهة مخطط ترامب لتهجير الفلسطينيين لمصر والأردن ؟

**هناك شكوك قوية في انعقا، القمة العربية بالقاهرة في الرابع من مارس القادم من الأساي في ظل الخلافات التي تحكم موقف العديد من الدول العربية ،تجاه مشروع التهجير الذي طرحه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وقد  ظهرهذه الخلافات بشكل واضح في القمة التشاورية التي استضافتها العاصمة السعودية الرياض بحضور عدد من دول الخليج ومصر والأردن ، والتي عجزت خلالها هذه الدول  عن إصدار بيان جماعي ،يعبر عن موقف عربي جدي رافض لتهجير الفلسطينيين من غزة ،فضلا عن وضع خطة بديلة لمشروع ترامب للتهجير .

*ولكن هذه الخلافات قد يجري تسويتها خلال الأيام القليلة القادمة ؟

**ليس من المستبعد تكرا ر هذا الموقف خلال القمة العربية القادمة ،حيث سيتم الاكتفاء ببيان هلامي ترفض من خلاله  القمة مشروع ترامب ، دون تحديد الخطوات الفعلية لإفشال هذا المخطط الذي لم يتراجع عنه ترامب استراتيجيا ،

بل علي العكس قد يحاول ترامب فرضه من خلال استئناف حرب الأبادة علي غزة بشكل أكثر شراسة لتحويل غزة الي جحيم يستحيل فيه العيش من خلال ابادة الفلسطينيين والقضاء علي ما بقي من مرافق وخدمات .

القمة العربية

*كأن ترامب لا يعبأ بالمعارضة العربية والدولية  لهذا الأمر؟

**ترامب بعد أن لاحظ معارضة عربية ودولية لهذا المخطط  يبحث عن بدائل حاليا في ظل عدم قبول  الأردن ومصر لتوطين الفلسطينيين عبر الدخول في حوار مع  دول عربية أوروبية تدعم ما يسمي الهجرة الطوعية من قطاع غزة.

ويسعي ترامب من وراء هذا المشروع لتوسيع مساحة إسرائيل الضيقة وان يهب تل أبيب الضفة وغزة بعد قيام الجيش الصهيوني بتكرار  نفس السيناريو في قطاع غزة في الضفة الغربية

ويتم تكرار هذا السيناريو عبر إخلاء المخيمات وطرد ابناء الضفة وهدم مربعات سكنية وتحويل سكانها إلي مشردين وقطع الطريق علي أي محاولات لهم للعودة مجددا .

بل ان ترامب يعمل علي تهيئة المشهد لنتنياهو لعودة الحرب الي قطاع غزة ،وشن اكبر حملة إبادة تتزامن مع مرابطة الطائرات الامريكية في القطاع للقيام بنقل الفلسطينيين الفارين من جحيم المجازر ،للتحايل علي الرفض الدولي للهجرة القسرية وتحويلها  لهجرة طوعية للفلسطينيين الفارين رغما عنهم من القطاع .

*تتحدث كأنك علي يقين من عودة الحرب لقطاع غزة رغم أن أطرافا عديد تتمسك بوقف إطلاق النار؟

**ليس هناك خيار امام نتنياهو الا العودة للحرب فهو معدوم الخيارات الا بالعودة للحرب، فهي من ستحافظ علي ائتلافه اليميني المتطرف ،وهي من ستمنع محاكمته سواء علي تهم الفساد او المسئولية عن هجوم السابع من أكتوبر.

لذا فهو سيعمل علي المناورة وإطالة المرحلة الاولي بدون الوفاء باستحقاقاتها، والإفراج عن اكبر قدر من الاسري ونزع أكبر ورقة بيد المقاومة ،عبر الضغوط والتخويف من الجحيم وهي أمور يجب أن ننتبه إليه حماس جيدا بتفويت الفرصة علي كل المتآمرين

*اذا كانت الدول العربية ترفض مشروع التهجير فلماذا تبدو عاجزة عن منعه ومعه عودة الحرب علي غزة؟

**أكثر الدول العربية ان لم يكن معظمها تعتبر حرب الكيان الصهيوني ضد المقاومة ،هي حربها هي، فهذه الأنظمة تقوم شرعيتها علي استمرار وبقاء الكيان شوكة في خاصرة المنطقة .

بل تعتبرهذه الدول  إن إضعاف وتقويض هذا الكيان، هو بداية نهاية هذه الأنظمة ، لذا فهي لا تألوا جهدا في التآمر علي المقاومة الفلسطينية تارة بالتشويه وتارة بتكثيف الضغوط عليها للرضوخ لتطلعات ترامب واحلام نتنياهو .

وتكمن هذه الرغبات في السيطرة علي  قطاع غزة ،ونزع سلاح المقاومة، وتحويل القطاع الي منطقة عازلة ،وإبعاد قادة المقاومة للخارج ،وصولا لتصفية القضية الفلسطينية.

 

*اذا كانت هذه هي رغبات واشنطن وتل أبيب فما هي اذن خيارات المقاومة لإفشال هذا السيناريو؟

**لا خيارات امام المقاومة الا الصمود والمزيد من الصمود فهو الكفيل لإفشال هذه السيناريوهات ،عبر الرهان علي حالة التملل والإرهاق التي يعاني منها الجيش الصهيوني وجنوده من حرب غزة ،وحالة الانقسام الشديد التي يعاني منها المجتمع الصهيوني وهو الإرهاق الأشد طوال تاريخه.

*ولكن هذا الصمود التي تتحدث عنه  قد يتم التغلب عليه عبر القصف الجوي المكثف والوحشي لغزة؟

**الجيش الصهيوني  غدا رهينا لرغبات نتنياهو واليمين المتطرف فهو غير راغب في معاودة الحرب وكذلك أجهزته الأمنية

ومن هنا أرغب في التأكيد  ان السابع من أكتوبر سددت اكبر ضربة للكيان الصهيوني

بل فتحت الباب واسعا امام تهاوي هذا الكيان الذي يعاني عزلة دوليا وتشكيكا غير مسبوق في شرعيته وفي جدوي الرهان عليه حائط صد للمشروع الغربي في المنطقةو لدي يقين في هذا السياق أن هذا الكيان سيتفكك خلال خمس سنوات علي الأكثر

*في ظل هذا السياق المتوتر كيف تبدو خيارات المقاومة الفلسطينية ؟

**من خيارات المقاومة الفلسطينية في هذا السياق تشكيل فريقين حال اندلاع الحرب مجددا الاول للعمل علي خطف مزيد من الاسري خلال المواجهات .

أما الفريق الثاني فهو مخصص لاغتيال القادة السياسيين والامنيين الصهاينة خلال المرحلة القادمة باعتبار أن هذين الخيارين قادران علي ازعاج الاحتلال، وانتزاع المبادرة من يديه خصوصا انه سيحاول استئناف حربه علي رموز المقاومة الفلسطينية ،خلال المرحلة القادمة وإضعافها.

*ما تصورك لليوم التالي في غزة وهل سيكون بدون المقاومة ونزع سلاح فضائلها؟

**هذا ما يريده الاحتلال لكن هذا لن يتم فالمقاومة الفلسطينية ستكون هي اليوم الثاني والثالث في قطاع غزة ،ولن تستطيع الإجرام الصهيوني ولا الدعم الأمريكي ولا التواطؤ العربي ،القضاء عليها فما فشل فيه الاحتلال حربا لن يستطيع تحقيقه علي الصعيد السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights