د. عبد الحليم قابة يكتب: ماذا نفعل وقد بلغ السيل الزبى!؟
في ظل تمادى، والطغيان الصهيوني، والتخاذل العربي، وغياب الولاء الإسلامي، وغفلة كثير من الناس (نخب وغيرهم)؛ فإننا لا نملك إلا تذكير أنفسنا ومتابعين بما يمكن أن ينفعل -نحن الشعوب- لنصرة إخواننا، والتخفيف من الكارثة التي حلت بهم؛
أولا: وجوب العمل الجاد والتفكير المستمر في استغلال المتاح من الوسائل، وسلوك الممكن من السبل لنصرتهم، والتنبيه على قضيتهم لكيلا تُنسى، ولحمل الحكام على فعل ما ينبغي أن يُفعل؛ فإن الشعوب عاجزة عن التحرك الدولي، والضغط السياسي، والنفوذ العسكري الذي يخيف الأعداء ويحملهم على إيقاف طغيانهم علينا وظلمهم لنا، فلا أقل من إيصال زفراتنا لهم.
ثانيا: عدم التوقف عن إرسال ما أمكن من الأموال والغذاء والدواء عبر السبل المتاحة، تخفيفا على إخواننا، وإعانة لهم على تجاوز محنتهم، فلا يجوز لنا أن نتنعم وهم يُعذبون.
ثالثا: الاستمرار في طرح قضيتهم في كل مجمع وعبر المنابر المتاحة (مساجد، محاضرات، حصص إعلامية، نشر في وسائل التواصل…) لكيلا ننسى، ولكيلا تموت القضية فينفرد بهم العدو، الذي لم يوقف حربه الإعلامية والنفسية علينا، في الوقت الذي بدأ التزهيد فيها عندنا منقِبل نخبنا وغيرهم.
رابعا: عدم الوقوف مع طروحات المتخاذلين والخونة وتبريراتهم لتخليهم عن نصرة إخوانهم، وفلسفة توليهم عن الزحف، بل والوقوف مع الأعداء والمتخاذلين، والتنظير لذلك، للأسف الشديد.
خامسا: تنبيه أولى الأمر وأصحاب النفوذ في بلدنا وعائلاتنا، وعشائرنا، على أن الأمر تجاوز كل الحدود، وأن الله يسألنا عن دماء إخواننا وأعراضهم، وأن تخلينا عنهم سوف ندفع ثمنه غاليا؛ لأننا أثبتت الأحداث لهم أنه لا ولاء بيننا، وأنهم قد يتخلون عنا إذا ما أصابنا أذى يوما ما، والعياذ بالله، فينفرد بنا عدونا، وسنندم حينئذ، ولات ساعة مندم.
سادسا: الاستمرار في إصلاح علاقتنا بربنا، وفي صدق التوجه إليه وحسن الاعتماد عليه، والإلحاح عليه في الدعاء؛ والابتعاد عن معاصيه، وعن أسباب تخليه عنا؛ لكي ينصرنا، ويقهر عدونا، فإنه لا ملجأ لنا منه إلا إليه، وإن الأمر كله بيديه.
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وحسبنا الله ونعم الوكيل.