الأحد يوليو 7, 2024
أقلام حرة

د. عبد الحميد دشتي يكتب: كيف تدير إيران شبكات الإرهاب في العالم العربي؟!

مشاركة:

إذا أردت أن تعرف كيف يتم إدارة التحكم بالإرهاب، طالع إجابة وزير الخارجية الجزائري «بن فليس»» السابق، وكيف تخلصت الجزائر من الإرهاب الذي فتك بها حتى أواخر التسعينات حين كان هناك جماعات إرهابية تخطف الناس وتقتلهم وترمي جثثهم على الطرقات. واستمرت هذه الحالة لفترة طويلة دون تمكن الجيش والحكومة من القضاء على هذا الإرهاب.

سؤال من صحفي مخضرم مقدم للسيد «بن فليس»:

كيف تمكنتم في الجزائر من القضاء على ظاهرة العنف والقتل والتي استمرت لسنوات عديدة؟

 أجاب: في أحد الأيام، استدعاني الرئيس «بوتفليقة» إلى مقره، فوجدت عنده السفير الأمريكي ومعه ثلاثة أشخاص آخرين تبين أنهم من دائرة الـ«سي أي ايه» الأمريكية، وطلب مني «بوتفليقة» الاستماع لما سيقولون.

بدأ السفير الأمريكي بالكلام قائلا:

هل ترغبون يا سادة أن تنتهي حالة العنف والقتل السائدة لديكم في الجزائر؟

فأجابه الرئيس «بوتفليقة»: طبعا وبدون أي شك.

استطرد السفير قائلا: حسنا، نستطيع أن ننهي لكم هذا الوضع وبسرعة. ولكن وحتى نكون واضحين، لدينا شروط واضحة يجب أن توافقوا عليه مسبقا. عندها، أشعره «بوتفليقة» بالموافقة وطلب منه أن يكمل.

قال السفير الأميركي جهارا:

أولا- عليكم إيداع عائدات مبيعاتكم من النفط لدينا في أمريكا.

ثانيا- عليكم إيداع عائدات مبيعات الغاز في فرنسا.

ثالثاً- عدم مناصرة المقاومة الفلسطينية.

رابعاً- مناصرة إيران وحزب الله وتحركاتهم ولا تتهجموا على أدوارهم أو مواقفهم.

وافق الرئيس «بوتفليقة» على هذه الشروط متأملا إخراج الجزائر من حالة القتل والفوضى التي كانت تعصف بالبلاد.

واستطرد السفير الأمريكي: حسنا، سنقوم بدورنا بالتحدث مع كافة الأطراف المعنية لإعلامهم باتفاقنا.

سأل بوتفليقة: ومن هي تلك الأطراف؟

فأجاب السفير: فرنسا وإسرائيل وإيران؟

صعقنا من ذلك الرد وتساءل «بوتفليقة»: وما علاقة هذه الدول بما يجري لدينا؟

أجاب السفير والابتسامة الصفراوية على وجهه:

إيران هي التي تقوم بتمويل شراء السلاح من إسرائيل، وتقوم إسرائيل بإرساله إلى فرنسا. وفرنسا بدورها وعن طريق بعض ضباط الجيش الجزائري المرتشين والذين يتعاملون معها, يوصلونها للجماعات الإسلامية المتطرفة.

واستطرد السفير وسط دهشتنا: سنقوم بإبلاغ فرنسا وإسرائيل باتفاقنا، وعليكم إرسال شخص من طرفكم للتحدث إلى الخامنئيّ (المرشد العمومي بإيران) حيث سيكون أسهل إبلاغه عن طريقكم نظرا لصعوبة التفاهم معه.

على أثر ذلك، طلب مني «بوتفليقة» السفر إلى إيران لأجل هذه الغاية.

وصلت إلى إيران بعد ترتيبات مسبقة، والتقيت الخامنئيّ وشرحت له ما تم من اتفاق مع الجانب الأمريكي، وأنهم أي الأمريكان طلبوا من باقي الأطراف وقف الدعم للمسلحين, والآن على إيران وقف تمويل السلاح.

استغرق حديثي مع الخامنئيّ عدة ساعات دون أن يوافق على عرضي وأصر على موقفه. عندها اتصلت بالسفير الأمريكي وأعلمته عن تزمت الخامنئي وعدم موافقته على هذا الاتفاق.

أجابني السفير: لا بأس، انتظر قليلا. سأهاتف الخامنئيّ شخصيا. ولم تمض بضع دقائق حتى استدعاني الخامنئي وهو يدق على صدره قائلا: موافق.. موافق.

بعدها بعدة أيام، توقف الدعم والتمويل للإرهابيين, وتم تزويد قواتنا المسلحة من الأمريكان بإحداثيات خارطة لمواقعهم وأماكن تواجدهم، حيث قامت قواتنا المسلحة بالقضاء عليهم وخلال فترة بسيطة من الوقت.

انتهت القصة. هذه القصة التي سمعتها مباشرة من صديقي وليس عن وعن.

والآن أعزائي وأحبتي: هل لكم أن تدركوا حجم الدور الذي يقوم به الإيرانيين في دعم الإرهاب وفي خدمة الأمريكان ولغاية تدمير بلداننا العربية مقابل الحفاظ على كراسيهم ومشروعهم الصفوي وتحقيق أهداف الصهيونية بتدمير شعوب والدول المجاورة لإسرائيل، وكيف تتم معالجة مثل هذه الأمور؟

أليس هذا عما يحدث الآن في سوريا والعراق واليمن وليبيا ولبنان؟

 د. عبد الحميد دشتي، 

نائب سابق في مجلس الأمة الكويتي

Please follow and like us:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب